الايجاب كقول الشاعر :
وجهك البدر لا بل الشّمس لو لم |
|
يقض للشّمس كسفة وأفول |
أو لتوكيد تقرير ما قبلها بعد النّفي ، كقول الشاعر :
وما هجرتك لا بل زادني شغفا |
|
هجر وبعد تراخى لا إلى أجل |
ملاحظات :
١ ـ تأتي «بل» عوضا عن «ربّ» المحذوفة ، كقول الشاعر :
بل بلد ملء الفجاج قتمه |
|
لا يشترى كتانه وجهرمه |
«بل» : حرف ابتداء أو حرف إضراب عوض عن «رب» «بلد» اسم مجرور بـ «ربّ» ، المحذوفة ، لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. «ملء» : خبر المبتدأ وهو مضاف «الفجاج» : مضاف إليه.
٢ ـ من النّادر زيادة «الواو» بعدها وقد وردت في حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله : «إنما يحزن الحسدة أبدا ، لأنّهم لا يحزنون لما ينزل بهم من الشرّ بل ويحزنون ...»
٣ ـ تفيد «بل» عطف اسم على اسم أي مشاركة المعطوف والمعطوف عليه في الإعراب فقط دون الحكم أي : في اللّفظ دون المعنى.
بل الابتدائيّة
هي التي تفيد الإضراب ويليها جملة وتعرب حرف ابتداء كقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ)(١) واختلف في «بل» فمنهم من يرى أنها حرف عطف ومنهم من يرى أنها حرف ابتداء.
بل العاطفة
هي حرف عطف ، يفيد الإضراب ، فيأتي بعده اسم مفرد وتسبق بإيجاب أو أمر أو نفي أو نهي ولا يعطف «بل» بعد الاستفهام فلا تقول : «أضربت أخاك بل عمرا» وقد تزاد قبلها «لا» لتوكيد الإضراب ، كقول الشاعر :
وما هجرتك لا بل زادني شغفا |
|
هجر وبعد تراخى إلى أجل |
بله
تأتي على ثلاثة أوجه : الأول : هي اسم فعل أمر بمعنى : دع مبنيّ على الفتح مثل : «بله الأكفّ» بله اسم فعل أمر مبنيّ على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الأكف» :مفعول به منصوب.
والثاني : مصدر بمعنى «الترك» وتكون مفعولا مطلقا منصوبا ومضافا وما بعده مضافا إليه مثل :«بله الأكفّ» بله : مفعول مطلق منصوب وهو مضاف «الأكفّ» : مضاف إليه.
٣ ـ اسم استفهام بمعنى كيف والاسم بعدها مرفوع فتقول : «بله زيد» أي : كيف زيد ؛ فتكون «بله» : اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل رفع خبر مقدّم «زيد» : مبتدأ مؤخّر ، وأما قول الشاعر فيروى بالأوجه الثلاثة لكلمة الأكفّ :
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها |
|
بله الأكفّ كأنّها لم تخلق |
فإذا كانت كلمة «الأكفّ» مرفوعة فيكون ذلك على تقدير بله بمعنى كيف : «كيف الأكفّ» وبالنّصب على أن «بله» اسم فعل بمعنى : «دع» فيكون «الأكفّ» مفعولا به لاسم الفعل «بله» وبالجرّ على أنها مصدر مفعول مطلق لفعل
__________________
(١) من الآية ٧٠ من سورة المؤمنون.