حيث وقعت «أن» بين القسم «والله» وبين «لو» فهي زائدة. ويروى هذا البيت كما يلي :
أما والله عالم كلّ غيب |
|
وربّ الحجر والبيت العتيق |
لو انّك يا حسين خلقت حرّا |
|
وما بالحرّ أنت ولا الخليق |
ففي رواية البيت على هذا النّحو لم تأت «أن» بين القسم و «لو». فلا شاهد فيه ومثل :
فأقسم أن لو التقينا وأنتم |
|
لكان لكم يوم من الشّرّ مظلم |
حيث وقعت «أن» بين فعل القسم «فأقسم» و «لو» فهي زائدة. ويروى هذا البيت على نحو آخر : «وأقسم لو أنّا التقينا» فلا شاهد فيه على هذا الشّكل.
٣ ـ «أن» زائدة إذا وقعت بين حرف الجر «الكاف» وبين مجرورها ، كقول الشاعر :
ويوما توافينا بوجه مقسّم |
|
كأن ظبية تعطو إلى وارف السّلم |
حيث وقعت «أن» بين حرف الجر «الكاف» والاسم المجرور بها «ظبية» وهذا على قول من جرّ «ظبية». أما على رواية رفع «ظبية» : «كأن ظبية» فتكون «كأن» مخفّفة من «كأنّ» فاسمها ضمير الشأن محذوف وخبرها «ظبية».
٤ ـ وتأتي «أن» زائدة بعد «إذا» ، كقول الشاعر :
فأمهله حتى إذا أن كأنّه |
|
معاطي يد في لجّة الماء غامر |
حيث أتت «أن» زائدة بعد «إذا».
وفي كل المواقع هذه تكون «أن» زائدة فلا عمل لها وتفيد التّوكيد. ويرى الأخفش أنّها تنصب المضارع ، ودعم حجّته بالسماع ، في قوله تعالى : (وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(١) وبالقياس في قوله تعالى : (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا)(٢) على اعتبار أنها زائدة ولكنها تنصب على اللفظ كما يجر حرف الجرّ على اللّفظ في قولنا : «ما في البيت من أحد» وفي قوله تعالى : (مَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(٣) وردّ قوله بأن حرف الجرّ الزّائد يعمل كالأصليّ وهما مختصان بالأسماء ، أمّا «أن» الزّائدة فلا عمل لها وهي في الآيتين السّابقتين مصدريّة دخلت بعد «ما لنا» بمعنى «ما منعنا» في الآية الأولى وبعد «ما لكم» بمعنى ما منعكم في الآية الثانية. و «أن» الزّائدة تدخل على الفعل كما في الآيتين وعلى الاسم كدخولها على «ظبية» في البيت السّابق.
أن الشرطيّة
اصطلاحا : أن الشرطيّة ، في رأي الكوفيّين واستدلّوا على هذا المعنى بما في قوله تعالى : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى)(٤) ، من دخول «الفاء» في الجواب وفي مثل : «أما أنت منطلقا انطلقت» واعتبروا «أمّا» مركّبة من «أن» الشّرطيّة و «ما» الزّائدة والتقدير لأن كنت منطلقا ... فحذفت لام التعليل ، ثم حذفت «كان» وعوّض منها «ما» الزّائدة ، وانفصل الضّمير المتّصل بـ «كان» بعد الحذف فصارت : «أن ما أنت» ثم قلبت «نون» ، «أن» ، «ميما» وأدغمت في
__________________
(١) من الآية ٢٤٦ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ١٠ من سورة الحديد.
(٣) من الآية ٧٤ من سورة البقرة.
(٤) من الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.