في محل جرّ بحرف الجرّ المقدّر «على».
ولم يؤيّد الكوفيّون مجي «أن» حرف تفسير بدليل عدم قبول «أي» مكانها في المثل : «أشرت أليه أن قم» أو في : «كتبت إليه أن قم».
وإذا جاء بعد «أن» التي تفيد التّفسير حرف النّفي «لا» جاز أن يكون المضارع بعدها مرفوعا على تقدير «أن» مفسّرة «ولا» حرف نفي ، أو مجزوما على تقدير «أن» مفسّرة «ولا» النّاهية. أو منصوبا على تقدير «أن» مصدريّة ونصب «ولا» النّافية مثل : «كتبت إليه أن لا تتكاسل». فالجزم «تتكاسل» على اعتبار «أن» مفسّرة «ولا» النّاهية تجزم المضارع. والنّصب «تتكاسل» على اعتبار «أن» حرف مصدريّ ونصب «ولا» النّافية ، والرّفع «تتكاسل» على اعتبار «أن» مفسّرة «ولا» النافية.
والجملة الفعليّة «تتكاسل» في محل نصب مفعول به لفعل «كتبت» أو في محل بدل من الفعل «كتبت» وذلك لأن مضمون الكتابة هو عدم التّكاسل أو عطف بيان من «كتبت». ويرى آخرون أن لا محل لها من الإعراب وكذلك في قوله تعالى : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ)(١) فمضمون النّداء هو الإشارة إلى الجنة فعليه تكون أن المفسّرة مع ما دخلت عليه في محل بدل أو عطف بيان من الجملة السّابقة. وأمّا قوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ)(٢) ففيها تعرب «ما يوحى» مفعولا به ظاهرا ، والجملة «أن اقذفيه» المؤلفة من «أن» المفسّرة وما بعدها في محل بدل أو عطف بيان من الجملة الأولى «فأوحينا إلى أمّك ...» وقد يكون المفعول به مقدّرا كما في قوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٣) على تقدير : أوحينا إليه شيئا فالمفعول به مقدّر هو كلمة «شيئا» وجملة «أن اصنع الفلك» في محل بدل من «أوحينا».
ثالثا : «أن» المخفّفة من «أنّ» هي حرف مصدريّ يعمل عمل «أنّ» المشدّدة عند البصريّين ، وهو لا يعمل عند الكوفيّين ، ويقع بعد فعل من أفعال اليقين مثل : «رأى» ، «علم» ، «ألفى» ، «وجد» ... كقوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)(٤) والتّقدير : أنّه لا يرجع ... وكقوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٥) والتّقدير : أنّه سيكون ... وكقول الشاعر :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا |
|
أبشر بطول سلامة يا مربع |
والتّقدير أنه سيقتل مربعا. انظر : حكم عمل «أن» المخففة.
أن الزّائدة
خامسا : «أن» الزّائدة. ولها مواقع عدّة منها :
١ ـ بعد «لمّا» الظّرفيّة ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ)(٦) والتّقدير :حين أن جاءت ، أو حين مجيء ، أو حين جاءت.
«أن» زائدة وكقوله تعالى : لما (أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ)(٧) والتّقدير : حين جاء ... «أن» زائدة ..
٢ ـ تقع بين القسم و «لو» ، كقول الشاعر :
أما والله أن لو كنت حرّا |
|
وما بالحرّ أنت ولا العتيق |
__________________
(١) من الآية ٤٣ من سورة الأعراف.
(٢) الآيتان ٣٨ و ٣٩ من سورة طه.
(٣) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.
(٤) من الآية ٨٩ من سورة طه.
(٥) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.
(٦) من الآية ٣٣ من سورة العنكبوت.
(٧) من الآية ٩٦ من سورة يوسف.