الثانية ، كما في قول الشاعر :
سقته الرّواعد من صيّف |
|
وإن من خريف فلن يعدما |
والتّقدير : إما من صيّف وإما من خريف ، حيث حذفت «إما» الأولى وحذفت «ما» من الثانية.
وربما أن تكون «إن» شرطيّة و «الفاء» في «فلن» هي «فاء» الجواب ، والتّقدير : إن سقته في الخريف فلن يعدم الرّيّ. وقد تكون «إن» زائدة والتّقدير : من صيّف ، أو من خريف.
١١ ـ «إمّا» تكون على أربع لغات : إمّا ، أمّا ، إيما ، أيما ، كقول الشاعر :
لا تفسدوا آبالكم |
|
إيما لنا إيما لكم |
والتّقدير : إمّا لنا وإمّا لكم.
١٢ ـ «إمّا» التّفصيليّة تفترق عن «أو» من ثلاثة أوجه هي :
أـ قد تكون «أو» بمعنى «الواو» ، وبمعنى «بل» عند بعضهم وإمّا لا تكون كذلك.
ب ـ قد تتكرّر «إما» غالبا بعكس «أو».
ج ـ الكلام بعد «إمّا» يكون مبنيّا من أوّله على ما جيء به لأجله ، من شكّ وغيره بعكس «أو» فإن الكلام بعدها يفتتح على الجزم ، ثم يطرأ الشّكّ.
د ـ قد تكون إمّا بمعنى «إن» النّافية أي :بمعنى الجحد ، مثل : «إما سمير فاشل» وتكون «ما» فيها صلة.
واصطلاحا أيضا : إمّا تكون مركبة من «إن» الشرطيّة وما النّافية كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً)(١) والتقدير : إن ما ترينّ من البشر أحدا.
إمّا الإباحيّة
اصطلاحا : هي التي تفيد الإباحة ، أي : الجمع بين أمرين مثل : «تعلّم إمّا في بلدك وإمّا في الخارج» ومثل : تعلّم إمّا الأدب وإمّا الرّياضة.
إمّا الإبهاميّة
اصطلاحا : هي التي تفيد الإبهام ، كقوله تعالى : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ)(٢).
إمّا التّخييريّة
اصطلاحا : هي التي تفيد التّخيير. أي في ما لا يجمع بين أمرين. كقوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)(٣).
إمّا التّوكيديّة
اصطلاحا : حرف شرط يفيد التّوكيد ، مثل :«إمّا زيد فناجح» أي : بالتأكيد هو ناجح.
إمّا الثانية
قد تكون «إمّا» الثانية مثل «أو» في العطف وفي المعنى. وذلك :
١ ـ في التّخيير والإباحة ، إذا سبقها الأمر ، مثل : «امنح الفقير إمّا ثوبا وإمّا مالا».
٢ ـ في الشّكّ والإبهام ، إذا تقدمتها جملة خبرية ، مثل : «إنّ المعلم غائب فإما أن يأتي غدا وإمّا بعد غد».
٣ ـ التفصيل ، وذلك إذا تقدّمها خبر أو طلب ، مثل : «الكلمة ثلاثة أنواع : إمّا اسم وإمّا فعل وإمّا
__________________
(١) من الآية ٢٦ من سورة مريم.
(٢) من الآية ١٠٦ من سورة التّوبة.
(٣) من الآية ٨٦ من سورة الكهف.