ومثل : «وضعت المرأة ، أعني : وضعت بنتا».
أعني : فعل مضارع مرفوع للتجرّد والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. و «الياء» :ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول به.
الاغتفار
لغة : مصدر اغتفر الله ذنبه : غفر له.
واصطلاحا : أن يغتفر في التّوابع ما لا يغتفر في المتبوعات. أي : أن فعل الأمر لا يكون فاعله ظاهرا بل يكون ضميرا مستترا وجوبا ولكن هذا لا يمنع أن يكون المعطوف على الفاعل المستتر اسما ظاهرا بدون تقدير فعل محذوف ، مثل :«العب أنت وأخوك» ، وكقوله تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(١) وهذا يعني أنك إذا أردت أن تعطف على ضمير الرّفع المتّصل أو المستتر وجب الفصل بين المعطوف والعاطف بضمير رفع منفصل أو بأي فاصل آخر.
وقد شذّ العطف على ضمير الرّفع المستتر بدون فاصل بينه وبين العاطف كما في مثل :
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه |
|
ما لم يكن وأب له لينالا |
حيث عطف الاسم الظّاهر المرفوع «أب» على الضّمير المستتر في «يكن» وهو اسم «يكن» دون أن يؤكّد ذلك الضّمير بالضّمير المنفصل ، أو دون أن يفصل بين المعطوف والعاطف أي فاصل.
أمّا إذا كان المعطوف ضميرا للنّصب جاز الفصل بين المتعاطفين أو عدمه.
ملاحظة : يعبّر النّحاة عن مسألة الاغتفار بقولهم : يغتفر في الثّواني ما لا يغتفر في الأوائل.
الإغراء
تعريفه : هو تعريف المخاطب على أمر مستحسن ليفعله ، مثل : «الصّدق».
أسلوبه : يقتضي أسلوب الإغراء عناصر ثلاثة هي : المغري وهو المتكلّم ، والمغرى وهو المخاطب ، والمغرى به وهو الأمر المطلوب. مثل «الصلاة» هو الأمر المغرى به والمتكلّم هو المغري. والمخاطب هو المغرى. وتعرب كلمة «الصلاة» : مفعول به لفعل محذوف تقديره «الزم».
صوره : يكون الإغراء مقتصرا على اسم منصوب ، مثل : «الصدق» ويمكن أن يكرّر هذا الاسم فنقول : «الصدق الصدق». «الصدق» الأولى مفعول به لفعل محذوف تقديره «الزم» والثانية توكيد للأولى. ويمكن أن يعطف عليه بالواو فتقول : «الصدق والوفاء» ، «الواو» : حرف عطف. «الوفاء» معطوف على «الصّدق». وقد تكون هذه «الواو» للمعيّة لا للعطف ، مثل :«العمل والجدّ كي تنجح في الامتحان» «الواو» للمعية. «الجدّ» : مفعول معه منصوب. والتّقدير : الزم العمل مع الجدّ كي ...
وفي الصّورتين الأخيرتين يجب إضمار العامل. ولا يجب ذلك في الصورة الأولى.
ما يلحق به : يلحق به كما يلحق بأسلوب التّحذير وجوب إضمار النّاصب في بعض الأمثال المأثورة مثل : «أحشفا وسوء كيلة» وهذا المثل يضرب لمن يجمع بين إساءتين وتقدير الكلام : اتبيع حشفا وفوق ذلك سوء كيلة. والحشف هو رديء التّمر. وما يشبه الفعل ، كقوله تعالى :
__________________
(١) من الآية ٣٥ من سورة البقرة.