الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(١). «كلتا» : مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف للتّعذر وهو مضاف «الجنتين» مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى ، وكقول الشاعر :
كلانا غنيّ عن أخيه حياته |
|
ونحن ، إذا متنا ، أشّدّ تفانيا |
حيث وقعت «كلانا» مبتدأ مرفوع بالألف لأنّه ملحق بالمثنّى وهو مضاف و «نا» ضمير متّصل في محلّ جر بالإضافة ، وكقول الشاعر :
كلا أخي وخليلي واجدي عضدا |
|
في النّائبات وإلمام الملمات |
حيث أن «كلا» أضيفت إلى الاسم الظّاهر المعطوف عليه ، ومثل : «عند الشّدائد تعرف الإخوان» ، ومثل : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ)(٢) حيث أضيفت «عند» إلى الاسم الظّاهر «الشّدائد» في المثل الأول و «عند» في الآية أضيفت إلى الضّمير ومثل : «لدى» : «لدى الأمين تحفظ الودائع». و «لديه تحفظ الأسرار» ، ومثل :«قصارى جهد المنافق كسب مؤقّت» و «قصاراك ألا تنخدع بظاهره» ، ومثل : «حمادى المنافق كسب سريع». و «حماداه ربح عاجل» ومثل : «لا أبتغي سوى مرضاة الله فكل شيء سواها تافه».
كلّ هذه الأسماء هي مثنّاة في الظّاهر أي : في اللّفظ دون المعنى. «أما كلا» «وكلتا» فإنهما مفردان لفظا ومثنّيان معنى ، ويجوز في خبرهما مراعاة لفظهما ، أو مراعاة معناهما فنقول : «كلا القائدين بطلان وكلاهما بطل» ومثل : «كلتا المدينتين وقفتا في وجه العدو ، أو وقفت في وجه العدوّ».
و «كلا» و «كلتا» من الألفاظ الملازمة للإضافة لفظا ومعنى معا ، ولا بدّ في المضاف إليه بعدهما أن يكون :
١ ـ دالّا على اثنين سواء أكان اسما ظاهرا ، مثل : «كلا القائدين بطلان» أو ضميرا بارزا ، كقوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ)(٣).
٢ ـ أن يكون المضاف إليه بعدهما كلمة واحدة ، فلا تقول : «كلتا المجلّة والرّسالة قرأت» وقد وردت أمثله قليلة لم يوافق عليها كثير من النّحاة ، كقول الشاعر :
كلا أخي وخليلي وأجدي عضدا |
|
في النّائبات وإلمام الملمات |
٣ ـ أن يكون معرفة ، فلا تقول : «حضر كلا رجلين» ولا : «جاءت كلتا امرأتين» وقد تكون الدّلالة على اثنين بلفظه الحقيقي ولكنّه مشترك اشتراكا معنويا بين المثنّى والجمع كالضمير «نا» في قول الشاعر :
كلانا غنيّ عن أخيه حياته |
|
ونحن إذا متنا أشدّ تفانيا |
ومثل :
كونوا كمن واسى أخاه بنفسه |
|
نعيش جميعا أو نموت كلانا |
وقد تكون بلفظه الذي دخله التّوسّع والمجاز ، كقول الشاعر :
إن للخير وللشّرّ مدى |
|
وكلا ذلك وجه وقبل |
__________________
(١) من الآية ٣٣ من سورة يوسف.
(٢) من الآية ٥٩ من سورة الأنعام.
(٣) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.