مجرور بالياء لأنه من الأسماء السّتّة وهو مضاف وضمير الغائبين في محل جرّ بالإضافة. وتعمل هذه الأسماء على هذا النّحو بشروط هي :
١ ـ أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم.
٢ ـ أن تكون غير مصغّرة.
٣ ـ أن تكون ملازمة للإضافة.
٤ ـ أن تكون مفردة. ومنهم من يعرب هذه الأسماء بالحركات فيقول : «هذا أبك» ، «رأيت أبك» و «مررت بأبك». ومنهم من يلزمها الألف رفعا ونصبا وجرّا فيقولون : «جاء أبا» و «شاهدت أبا» و «مررت بأبا» وكقول الشاعر :
إنّ أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها |
فأعرب الأسماء السّتّة بالحركات المقدّرة على الألف وحمل عليها إعراب المثنّى «غايتاها» :بالفتحة المقدّرة على الألف.
الأسماء السّتّة
اصطلاحا : هي ستة : «أب» ، «أخ» ، «حم» ، «فو» ، «ذو» ، «الهن».
إعرابها : لا تعرب الأسماء السّتّة بالحركات ، إنما ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء.
ولكلّ منها شروط. فمن شروط «أب» و «أخ» و «حم» أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلّم كقوله تعالى : (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ)(١) وكقوله : (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢) وكقوله تعالى : (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ)(٣). فإذا أضيفت إلى ياء المتكلّم كسر آخرها لمناسبة الياء وأعربت بحركات مقدّرة قبل الياء ، مثل : «جاء أبي» ، «شاهدت أخي» و «سلّمت على أبي». فإن أفردت أي : قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات ، كقوله تعالى : (وَلَهُ أَخٌ)(٤) وكقوله تعالى : (إِنَّ لَهُ أَباً)(٥) وكقوله تعالى : (وَبَناتُ الْأَخِ)(٦) أما قول الشاعر :
خالط من سلمى خياشيم وفا |
|
صهباء خرطوما عقارا قرقفا |
فقد حذف فيه المضاف إليه بعد «وفا» وتقديره : وفاها.
وشرط «فم» فوق ما ذكرنا من شروط «أب» و «أخ» ، أن تكون بغير الميم كما سبق وقد يجري النّقص في «الأب» و «الأخ» و «الحم» ، كقول الشاعر :
بأبه اقتدى عديّ في الكرم |
|
ومن يشابه أبه فما ظلم |
فكلمة «بأبه» جرت بالكسرة رغم عدم إضافتها إلى «ياء» المتكلم وكلمة «أبه» منصوبة بالفتحة وهذه تسمّى لغة النقص ، وتسمى لغة الإعراب بالحروف ، «الألف» و «الواو» و «الياء» : لغة الإتمام. ومن ذلك النّقص ما يجري على المثنّى من «الأب» و «الأخ» فتقول : «أبان» و «أخان» وقد تعرب كلمة «أب» إعراب الاسم المقصور ، أي بالحركات المقدّرة على الألف ، مثل :
إن أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها |
فنصب «أبا» الأولى بالفتحة المقدّرة على
__________________
(١) من الآية ٢٣ من سورة القصص.
(٢) من الآية ٨١ من سورة يوسف.
(٣) من الآية ٧٨ من سورة يوسف.
(٤) من الآية ٨ من سورة يوسف.
(٥) من الآية ١٥ من سورة النساء.
(٦) من الآية ٢٣ من سورة النساء.