الألف و «أبا» الثانية معطوفة على «أبا» الأولى ، وعلامة النّصب الفتحة المقدرة على الألف.
و «أبا» الثالثة مجرورة بالكسرة المقدّرة على الألف للتّعذر.
وشرط «ذو» أن تكون بمعنى «صاحب» ، فترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء ، كقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ)(١) وكقوله تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ)(٢) وكقوله تعالى : (إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ)(٣) وإذا لم تكن بمعنى «صاحب» وكانت بمعنى «الذي» فانها تلزم صورة واحدة هي «ذو» وتكون مبنيّة على السّكون وتقدّر عليها الحركات ، مثل قول العرب : «لا وذو في السّماء عرشه» أي : لا والذي. ومنهم من يجري «ذو» بمعنى : «الذي» مجرى مثيلتها التي بمعنى :«صاحب» أي : يرفعها بالواو وينصبها بالألف ، ويجرّها بالياء ، مثل : «جاء ذو قام» ، و «رأيت ذا قام» ، «ومررت بذي قام» ومثل :
فإمّا كرام موسرون لقيتهم |
|
فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا |
حيث وردت «ذو» بمعنى : الذي : اسم موصول مبنيّ على الكسرة المقدّرة على «الواو» للثقل وقد لزمت صورة واحدة هي «ذو».
وأمّا «الهن» فالأكثر فيها النّقص أي : حذف «أل» ، فإذا أفردت أعربت بالحركات كقوله عليه السّلام : «من تعزّ بعزاء الجاهليّة فأعضّوه بهن أبيه ولا تكنوا» فقد جرّت كلمة «هن» بالكسرة رغم أنّها مضافة وجرى عليها النّقص أي : حذف «أل» ، وكلمة «أبيه» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنها أضيفت إلى ضمير الغائب ؛ و «هن» في لغة الإتمام ليس أفصح منه في لغة النّقص ، فيكون الإفراد والإضافة على السّواء ، أي : تعرب بالحركات. ومن أمثلة الإفراد : «هذا هن» «هن» : أفردت وأعربت بالضّمّة الظّاهرة ومثل : «هذا هنك» «هن» أضيفت ونقصت وأعربت بالضمّة الظاهرة. وفي لغة التّمام تقول : «هذا هنوك» :«هنوك» : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء السّتّة وهو مضاف و «الكاف» : ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.
ومثل : «رأيت هناك» و «مررت بهنيك» وهذا قليل ولقلّته لم يطّلع عليه بعض النّحاة فجعلوا الأسماء المعربة بالحروف خمسة لا ستّة.
ملاحظة : قد يحتمل في إعراب الأسماء السّتّة في الموضع الواحد أكثر من وجه إعرابي واحد كقوله تعالى : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً)(٤) «أخي» : تعرب على وجهين : إما أن تكون بدلا من «هذا» منصوبا والجملة «له تسع وتسعون نعجة» خبر «إنّ». أو أن تعرب «أخي» خبر «إنّ» مرفوعا بالضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة للياء والجملة «له تسع وتسعون نعجة» خبر ثان. وكذلك في قوله تعالى : (رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي)(٥) تعرب كلمة «أخي» مرفوعة باعتبار العطف على ضمير المتكلّم المستتر في أملك وقد فصل بين المتعاطفين التّوكيد «نفسي». أو أن تكون منصوبة باعتبارها
__________________
(١) من الآية ٦ من سورة الرّعد.
(٢) من الآية ١٤ من سورة القلم.
(٣) من الآية ٣٠ من سورة المرسلات ، وفيها «ذي» مجرورة بالياء و «ذي» مضاف «ثلاث» مضاف إليه.
(٤) من الآية ٢٣ من سورة ص.
(٥) من الآية ٢٥ من سورة المائدة.