القول : خير وأما في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ)(١) فيصح في «ذا» الإلغاء الحقيقي أو الحكميّ ، وفي الحالتين نعرب «الذي» اسم موصول في محل رفع خبر. ويصحّ أن تكون «ذا» اسم موصول بمعنى «الذي» مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر «من» ، وكلمة «الذي» بعدها تكون توكيدا لفظيا لها.
أحكام «أي» : وتكون «أي» اسم موصول للعاقل وغيره ، للمفرد وغيره ، وتكون مبنيّة أو معربة. ولا تكون مبنيّة إلا في حالة واحدة وهي عند ما تضاف وتكون صلتها جملة اسميّة صدرها ضمير محذوف ، مثل : «أكرمت أيّهم مجتهد» «أي» : اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل نصب مفعول به لفعل «أكرمت» و «أيّ» مضاف والضّمير «هم» في محلّ جرّ بالإضافة. «مجتهد» :خبر مبتدأ محذوف تقديره «هو». والجملة الاسميّة صلة الموصول. ولا فرق بين أن يكون العامل ل «أيّ» فعلا مستقبلا أو متقدّما عليها أو غير ذلك. وتكون «أيّ» معربة في ما عدا ذلك ، وتكون صلتها جملة اسميّة صدرها ضمير مذكور ، أو اسم مذكور ، مثل : «سأكرم أيّهم هو مجتهد» وتكون معربة أيضا إذا كانت غير مضافة وصلتها جملة اسميّة صدرها مذكور مثل : «سأكرم أيّا هو مجتهد» و «ينجح أيّ هو نشيط» و «أسلّم على أيّ هو قادم». أو إذا كانت غير مضافة وصلتها جملة اسميّة صدرها غير مذكور ، مثل : «يفوز أيّ مجتهد» و «أكرم أيا مجتهد» و «أسلّم على أيّ مجتهد» أو إذا كان صدر صلتها اسما ظاهرا ، مثل : «أطلب أيّهم خليل يحبّه» «أيّ» مفعول به منصوب وهو مضاف وضمير الغائبين «هم» مضاف إليه «خليل» : اسم ظاهر هو مبتدأ مرفوع وجملة «يحبه» خبر المبتدأ. والجملة الاسميّة لا محل لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول ؛ أو إذا كان صدر صلتها فعلا ، مثل : «أحبّ أيّهم يخلص في عمله» أو فعلا مقدّرا ، مثل : «أسلّم على أيّهم عندك» والتّقدير : يوجد عندك.
أنواع «أي» الإعرابيّة : تكون «أيّ» موصولة وغير ذلك ، وتكون مبنيّة إذا كانت مضافة وصلتها جملة اسميّة صدرها ضمير محذوف كما سبقت الإشارة ، أو أن تكون وصلة للنّداء في المقرون بـ «أل» مثل : «يا أيّها الرّسول». فتكون «أيّ» منادى مبنيّ على الضّمّ في محلّ نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف. و «الهاء» للتّنبيه. «الرجل» :نعت وتكون «أيّ» غير اسم موصول في حالات عدّة منها :
١ ـ تكون اسم شرط معربة مضافة إمّا إلى نكرة ، مثل : «أيّ طالب تصادق أصادق» «أي» : اسم شرط جازم فعلين هو مبتدأ ، ومضاف إلى نكرة «طالب». أو إلى معرفة دالّة على متعدّد صراحة ، مثل : «أيّ العقلاء تعاشر أعاشر» فكلمة «العقلاء» تدلّ على أفراد كثيرة. أو إلى معرفة يلحظ فيها ما يكون في المفرد من أجزاء متعدّدة ، مثل : «أي سمير تستحسن أستحسن» والتّقدير : اي أجزاء سمير ... «أي» اسم شرط هو مبتدأ مرفوع ومضاف إلى معرفة يلحظ فيها أجزاء متعدّدة.
٢ ـ وتكون «أي» اسم استفهام معربة مضافة إمّا إلى نكرة ، مثل : «أيّ مجلّة تطالعها» «أيّ» مبتدأ مرفوع وهو مضاف «مجلة» مضاف إليه وجملة «تطالعها» خبر المبتدأ وإما إلى معرفة دالّة
__________________
(١) من الآية ٢٤٥ من سورة البقرة.