المصدر وحذفت حروفه الزّائدة فصار «رويد» ثم نقل إلى اسم الفعل ، ولكلمة «رويد» إذا استعمالان : الأول أن يكون مصدرا معربا من فعل محذوف من لفظه فيكون : مفعولا مطلقا منصوبا ، ومن الممكن تنوينه ، ونصب مفعول به بعده ، مثل : رويدا سميرا. وتعرب ، «رويدا» مفعولا مطلقا نائبا عن فعله المحذوف تقديره : أرود رويدا وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
«سميرا» : مفعول به منصوب. أو جرّ المفعول به بعده فتقول : «رويدا سمير» فتكون «رويدا» مضاف و «سمير» مضافا إليه ، ويجوز أن يكون منوّنا بدون أن ينصب مفعولا به ، مثل : «رويدا أيّها المسرع». ويصحّ أن يكون مصدرا غير نائب عن فعله فيعرب حالا ، مثل : «اكتب فرضك رويدا» «رويدا» : حال منصوب ، ومعناه متمهّلا ومرودا.
وقد يكون نعتا لمصدر مذكور ، مثل : «تقدّمت الجيوش تقدّما رويدا». «رويدا» نعت المصدر «تقدّما». أو نعتا لمصدر محذوف ، مثل : «سارت القافلة «رويدا» أي : سيرا «رويدا». «رويدا» نعت للمصدر المحذوف.
والثاني : أن ينصرف من المصدر إلى اسم الفعل بمعنى : «أمهل» فينصب أو لا ينصب المفعول به بعده ، مثل : «رويد أخانا فإنّ في التّأنّي السّلامة» «رويد» اسم فعل أمر بمعنى :«تمهل» مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب.
أخانا : منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة و «ناء» : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
٤ ـ المنقول عن مصدر ليس له فعل من لفظه ، بل من معناه ، مثل : «بله» بمعنى : «اترك» فتقول : «بله الشّرّ». «بله» : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. «الشّرّ» : مفعول به وقد يكون اسم الفعل مضافا إلى مفعوله ، فتقول :بله الشّرّ ، ويجوز أن يكون المصدر «بله» منوّنا وناصبا مفعوله ، فتقول : «بلها الشّرّ» بلها :مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره : «اترك» «الشرّ» : مفعول به منصوب.
ونتيجة القول أنه إذا كان الاسم بعد «بله» منصوبا منوّنا جاز أن يكون لفظ «بله» مصدرا أي : مفعولا مطلقا ، عاملا النّصب في ما بعده ، معربا ، أو أن يكون اسم فعل أمر مبنيا بمعنى : «اترك» ، والمعنى أنّ القرائن تميّز بين الاستعمالين. فإن كان الاسم بعد «بله» مجرورا وجب أن يكون مصدرا مضافا والاسم المجرور هو المضاف إليه ، ويصلح أن يكون مصدرا أو اسم فعل إذا كان بعده منصوبا.
وقد تفصل «ما» الزّائدة بين اسم الفعل «رويد» ومفعوله ، مثل : رويد ما الكذب والتّقدير : أرود الكذب ، أي : دع الكذب.
وقد يأتي لفظ «بله» اسم استفهام مبني على الفتح بمعنى «كيف» مثل : «بله أخوك» أي : كيف أخوك. «بله» اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدّم. «أخوك» : مبتدأ مؤخّر مرفوع «بالواو» لأنّه من الأسماء السّتّة و «الكاف» في محل جرّ بالإضافة. وقد تحتمل الأوجه الثلاثة : اسم الفعل ، والمصدر ، والاستفهام ، مثل :
نذر الجماجم ضاحيا هاماتها |
|
بله الأكفّ كأنّها لم تخلق |
وفيه «بله» اسم فعل أمر بمعنى : «اترك» مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «الأكفّ» مفعول به منصوب. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والأصل : اترك الأكفّ أو «بله»