أمّا إذا كان الاسم مبدوءا بـ «هاء» التّنبيه فلا تلحقه «الكاف» إذا فصل بينه وبين «الهاء» فاصل كالضّمير ، فتقول : «هأنذا محب للدرس» وإذا لم يفصل بينهما فاصل فيجوز أن تلحق باسم الإشارة المبدوء بـ «هاء» التّنبيه ، «الكاف» ، مثل :«هاذاك» و «هاتيك» ولا تقول : «هأنذاك».
وتلحق هذه «الكاف» أيضا اسم الإشارة الذي يدلّ على المكان القريب ، أي : الظّرف «هنا» ، فيصير «هناك» ، ويدلّ على المكان المتوسّط البعد ، وقد يدخله قبل «الكاف» «لام» البعد فيصير دالّا على المكان البعيد «هنالك» ، مثل :«في افريقيا هنالك الحرارة مرتفعة جدا».
«هنالك» ظرف واسم إشارة مبني على السّكون في محل نصب على الظّرفية ، و «اللام» للبعد ، و «الكاف» للخطاب.
وقد يدخل على «هنا» بعض التّغيير في صيغتها الأصليّة فتدلّ على المكان البعيد ، مثل : «هنّا ، هنّا ، هنّت ، هنّت» هذه لغات ، وكلّها تدلّ على المكان البعيد. وقد تدخل «هاء» التّنبيه ، على «هنا» ، مثل : «ها هنا الوادي» و «هنا» هي ظرف غير متصرّف واسم إشارة معا ، فلا تكون فاعلا ولا مفعولا ... ويصح أن يدخل عليها حرف جر ، أي : تخرج عن الظّرفية إلى ما يشبه الظّرفية ، مثل : «سرت من هنا إلى هنا». والأسماء التي تدلّ على المكان البعيد هي التي تضاف إليها لام «البعد» مع «كاف» الخطاب. وهذه «اللّام» تزاد في بعض الأسماء أي : في آخر اسم الإشارة المفرد المذكر «ذا» فتصير «ذلك» التي تتألف من اسم الإشارة «ذا» و «لام» البعد و «كاف» الخطاب ، كما تدخل على الأسماء التي تدلّ على المفرد المؤنث ، «تا» ، و «تي» و «ذي» فقط ، مثل :«تلك الصّحارى فيها مناجم معدنيّة كثيرة».
وتكسر «اللّام» إن كان قبلها ساكن كالألف المحذوفة إملائيا في «ذا» فتصير «ذلك» و «تالك» وقد تسكن فيحذف ما قبلها مباشرة من ساكن ، أو «الألف» في اسمي الإشارة «تي» و «تا» فتقول :«تلك» و «تلك» وهذه «الكاف» هي حرف للخطاب مبنيّ على الفتح ، ولا يجوز أن تكون ضميرا ، إذ لا يصحّ أن يكون اسم الإشارة مضافا وكان الخطاب مضافا إليه ، واسم الإشارة مبنيّ دائما ، وفي أكثر الأحيان لا يضاف الاسم المبني ، ولكن هذه «الكاف» مع كلمة «هنا» تتصرّف مثل «الكاف» التي تكون ضميرا للخطاب ، فتكون الحرفيّة مبنيّة على الفتح للمخاطب المفرد المذكّر ، وعلى الكسر للمخاطبة : «ذاك» ، «ذاك» وتلحقها علامة التّثنية ، والجمع ونون النّسوة ، مثل : «ذاكما» ، «ذاكم» ، «ذاكنّ» فهذا التصرف ساعد على زيادة الاتضاح ومنع اللّبس.
إعراب اسم الإشارة :
١ ـ إذا كان المشار إليه مفردا مذكّرا عاقلا أو غير عاقل فتدل عليه كلمة «ذا» ، مثل : «ذا ولد مجتهد» «ذا» اسم إشارة مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ. وقد تكون في محل نصب كما في قول الشاعر :
أيّها الناس إنّ ذا العصر عصر ال |
|
علم والجدّ في العلا والجهاد |
حيث وردت «ذا» في محل نصب اسم «إنّ».
«العصر» تابع لاسم الإشارة أي : يصح أن يكون نعتا ، أو بدلا ، او عطف بيان ، والتّابع يتبع المتبوع وهنا تبعه في حالة النّصب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، وتأتي «ذا» في حالة الجر ، مثل :