المقدمة التاسعة
في تقسيمات يعرف منها اصطلاحات مهمة
اللفظ إما أن يعتبر دلالته على تمام مسمّاه ، أو على جزء مسماه ، أو على لازمه الذهني. الأول : دلالة مطابقة كدلالة البيت على مجموع الحائط والسقف ، والثاني : دلالة تضمّن كدلالة البيت على السقف أو الحائط ؛ والثالث : دلالة الالتزام كدلالة السقف على الحائط. والدلالة الأولى وضعية صرفة ، والباقيتان بمشاركة من الوضع والعقل.
تقسيم آخر : اللفظ إما أن يقصد بجزء منه دلالة على جزء معناه ، وهو المركب ، كعبد الله غير علم ؛ أو لا يقصد ، وهو المفرد ، ويشمل ما لا جزء له أصلا ، مثل ق علما ، وما كان له جزء ولكن لا يدلّ على معنى أصلا ، نحو زيد ؛ وما كان له جزء دال على معنى لكن لا في ذلك المسمى ، نحو : أسد الله علما لشخص إنساني ، وما له جزء دالّ على معنى في ذلك المسمى لكنه لم يقصد ، مثل عبد الله علما له.
تقسيم آخر : اللفظ المفرد باعتبار وحدته ووحدة مدلوله وتعددهما أربعة أقسام : الأول : اللفظ واحد والمدلول واحد. الثاني : مقابل ذلك أي اللفظ كثير والمعنى كثير. الثالث : اللفظ واحد والمعنى كثير. الرابع : عكسه المعنى واحد واللفظ كثير.
فالأول : إن اشترك في مفهومه كثيرون مجردا عن سبب من خارج فهو الكلي ، ويقال له اسم الجنس وهو أقسام ستة ، لأنه إما موجود أو معدوم. والموجود إما واحد أو كثير. والواحد إما أن يكون مثله ممكنا كالشمس ، أو غير ممكن كالإله. والكثير إما متناه كالكواكب ، أو غير متناه كالعدد. والمعدوم إما ممكن الوجود في الخارج كجبل من ذهب ، أو غير ممكن كشريك الإله. وعلى التقادير ، فإن تفاوت وقوعه على أفراده بأن يكون لبعضها أولى أو أوّل أو أشد ، كالوجود للخالق والمخلوق ؛ فإنّ وقوعه على الخالق أوّل وأولى وأشد ، وكالأبيض على الثلج والعاج ؛ فإن وقوعه على الثلج أشد. فاللفظ مشكك لأنه يشكك بالنسبة إلى السامع في أنه متواطىء نظرا إلى اشتراك الكل في أصل المعنى ، أو