عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (٩٨) وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (٩٩) أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠٠) وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١))
القراآت : (لِجِبْرِيلَ) مفتوحة الجيم مكسورة الراء غير مهموز : ابن كثير. وقرأ حمزه وعلي وخلف وعاصم غير حفص ويحيى مفتوحة الراء والجيم مهموزة مشبعا. وقرأ يحيى مختلسا. الباقون : مكسورة الراء والجيم غير مهموز. (مِيكالَ) أبو عمرو وسهل ويعقوب وحفص ، وقرأ أبو جعفر ونافع مختلسا مهموزا. الباقون : ميكائيل مهموزا مشبعا.
الوقوف : (لِلْمُؤْمِنِينَ) (ه) (لِلْكافِرِينَ) (ه) (بَيِّناتٍ) (ج) لأن هذه الواو للابتداء أو الحال والحال أوجه لاتحاد القصة (الْفاسِقُونَ) (ه) (فَرِيقٌ مِنْهُمْ) (ط) لأن «بل» للإعراض عن الأول (لا يُؤْمِنُونَ) (ه) (أُوتُوا الْكِتابَ) (ط) قد قيل يوقف لبيان أن كتاب الله مفعول «نبذ» لا بدل مما قبله (لا يَعْلَمُونَ) (ه) قد يجوز للآية ، والوصل للعطف على (نَبَذَ) لإتمام سوء اختيارهم في النبذ والاتباع.
التفسير : هذا نوع آخر من قبائح أفعال اليهود ، والسبب في نزوله أنه صلىاللهعليهوسلم لما قدم المدينة أتاه عبد الله بن صوريا من أحبار فدك فقال : يا محمد ، كيف نومك؟ فقد أخبرنا عن نوم النبي صلىاللهعليهوسلم الذي يجيء في آخر الزمان ، فقال صلىاللهعليهوسلم تنام عيناي ولا ينام قلبي. قال : صدقت يا محمد ، فأخبرنا عن الولد من الرجل يكون أو من المرأة؟ فقال : أما العظام والعصب والغضروف فمن الرجل ، وأما اللحم والدم والظفر والشعر فمن المرأة. فقال صدقت. قال : فما بال الولد يشبه أعمامه دون أخواله ، أو يشبه أخواله دون أعمامه؟ فقال : أيهما غلب ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له. قال : صدقت. قال : أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه وفي التوراة أن النبي الأمي يخبر عنه ، فقال صلىاللهعليهوسلم : أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديدا فطال سقمه فنذر لله نذرا إن عافاه الله من سقمه ليحرّمن أحب الطعام والشراب على نفسه وهو لحمان الإبل وألبانها؟ فقالوا : اللهم نعم. فقال له : بقيت خصلة إن قلتها آمنت بك. أيّ ملك يأتيك بما تقول عن الله؟ قال : جبريل قال : ذاك عدونا ينزل بالقتال والشدة ، ورسولنا ميكائيل يأتي باليسر والرخاء. فإن كان هو يأتيك آمنا بك. فقال عمر : ما مبدأ هذا العداوة؟ فقال ابن صوريا : إن الله أنزل على نبينا أن بيت المقدس يخرب في زمان رجل يقال له بختنصر ، ووصفه لنا فطلبناه فلما وجدناه بعثنا لقتله رجالا فدفع عنه جبريل وقال : إن سلطكم الله على قتله. فهذا ليس هو ذاك وإن