فِيها خالِدُونَ (٨١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨٢))
القراآت : (إِلَّا أَمانِيَ) حيث كان خفيفا : يزيد إلا قوله (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) فإن أربعتهن بالإسكان عنده (بِأَيْدِيهِمْ) بضم الهاء : يعقوب ، وكذلك كل هاء كناية قبلها ياء ساكنة خطيئاته بالجمع : أبو جعفر ونافع.
الوقوف : (يَعْلَمُونَ) (ه) (آمَنَّا) (ج) والوصل أجوز لبيان حالتيهما المتناقضتين وهو المقصود (عِنْدَ رَبِّكُمْ) (ط) (أَفَلا تَعْقِلُونَ) (ه) (يُعْلِنُونَ) (ه) (يَظُنُّونَ) (ج) (قَلِيلاً) (ط) (يَكْسِبُونَ) (ه) (مَعْدُودَةً) (ط) (ما لا تَعْلَمُونَ) (ه) (النَّارُ) (ج) لأن الجملة مبتدأ وخبر بعد خبر. (خالِدُونَ) (ه) (الْجَنَّةِ) (ج) (خالِدُونَ) (ه).
التفسير : لما ذكر الله سبحانه وتعالى قبائح أسلاف اليهود وسوء معاملتهم مع نبيهم ، أردفها قبائح أخلافهم المعاصرين لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فكأنه قيل : إذا كان هذا أفعالهم فيما بينهم ، فكيف تطمعون أيها النبي صلىاللهعليهوسلم والمؤمنون في أن يؤمنوا أي يحدثوا الإيمان لأجل دعوتكم ويستجيبوا لكم؟ كقوله (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) (وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) طائفة من أسلافهم (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ) وهو ما يتلونه من التوراة (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) كما حرفوا صفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وآية الرجم. وقيل : هم قوم من الذين حضروا الميقات ، سمعوا كلام الله حين كلم موسى بالطور وما أمر به ونهى عنه ثم قالوا : سمعنا الله يقول في آخره إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا ، وان شئتم فلا تفعلوا فلا بأس (مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ) فهموه وضبطوه بعقولهم من غير ما شبهة (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنهم مفترون كذابون. والمعنى إن كفر هؤلاء وحرفوا فلهم سابقة في ذلك كما تقول للرجل : كيف تطمع أن يفلح فلان وأستاذه فلان يأخذ عنه لا عن غيره؟ فهؤلاء المقلدة لا يقبلون إلا قول معلميهم وأحبارهم الذين تعمدوا التحريف عنادا أو لضرب من الأغراض الدنيوية (وَإِذا لَقُوا) أي اليهود قال منافقوهم : آمنا بأنكم على الحق ونشهد أن صاحبكم صادق ، ونجده بنعته وصفته في كتابنا. (وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ) الذين لم ينافقوا (إِلى بَعْضٍ) الذين نافقوا (قالُوا) عاتبين عليهم (أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ) بما بين لكم في التوراة من نعته وصفته مأخوذ من قولهم «قد فتح على فلان في علم كذا أي رزق ذلك وسهل له طلبه ، أو قال المنافقون لعيرهم يرونهم التصلب في دينهم : أتحدثونهم