يرفع التقية في اظهار امره ، ونص أبيه عليهالسلام ، وانه لما أبطأ عنه طولب باظهار قوله في ابى عليهالسلام ، فلم يحب ان يقدم على ذلك دون أمره ، فرفع المصحف وقال ان امامى من أثبت
هذا المصحف امامته من ولد جعفر بن محمد عليهالسلام.
قال الصدوق : والخبر
الذى احتجت به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف امامة موسى بن جعفر عليهالسلام ، وانما فيه : انه بعث ابنه عبيدا يسأل. الخبر. قلت : ثم ذكر الصدوق حديث
محمد بن عبدالله بن زرارة المتقدم وذكر ضعفه سندا ودلاله وان ارسال ابنه لا يدل
على عدم معرفته ، ثم ذكر الشواهد والدلائل على معرفة زرارة بأبى الحسن عليهالسلام وبامامته.
وقد تحصل مما
تقدم ذكره ـ ويؤيده غيره : ان الذى اتفقت عليه الروايات والاقوال : هو ارسال زرارة
ابنه إلى المدينة ليسأل الخبر عن الامام بعد الصادق عليهالسلام ، وعدم تصريحه بامامة ابى الحسن عليهالسلام ، وأخذ المصحف بيديه ووضعه على صدره إلى آخر ما ذكر فيها.
ومن الواضح ان
شيئا منها لا يدل على شكه وترديده في امامته ، وانما هي وساير الشواهد قامت على
معرفته بمن اهل للامامة ولا يحتاج مثل زرارة فقيه الامامية وعيبة علوم أبى جعفر
وأبى عبدالله عليهماالسلام وأمينهما وبطانة سرهما إلى نص خاص من ابيه على امامته
وقد تطابقت الكتاب والسنة على امامته. ولعل ترك النص الخاص لزرارة ، لخوف امور
عليه وعلى غيره من الشيعة. على ان الامام الرضا عليهالسلام صرح في صحيح الهمداني المتقدم بانه عرف النص من أبيه
ايضا على امامته ، وانما ارسل ابنه لوجود التقية وطلب النص في الاذن في اعلام
امامته وذكر نص أبيه عليه. وسيأتى ذكر وجوه في ارساله فانتظر.
السادس الظاهر
والله العالم ان اظهار زرارة الشك في الامام بعد ابى عبدالله عليهالسلام لاحد امور :