وسندا لكل الشعب يخلصهم من سيطرة الفلسطينيين ثم بعد ذلك يخضع لصموئيل طوال حياته (١).
على أن الاتجاه القرآني ، كما بين ذلك بشيء من التفصيل فيما بعد ، يذهب إلى أن الملأ من بني إسرائيل قد طلبوا من نبيهم أن يختار لهم ملكا يقاتلون معه عدوهم ، فحذرهم نبيهم من أن السوابق التاريخية تفيد أنهم ليس لهم صبر على القتال ، ولا شجاعة يقفون بها أمام أعدائهم ، ومع ذلك فقد أعلمهم أن الله تعالى قد اختار لهم طالوت ملكا.
هذا وقد وصف طالوت في التوراة بأنه «شاب حسن ، ولم يكن في بني إسرائيل أحسن منه ، من كتفه فما فوقه ، كان أطول من كل الشعب» ، وفي الواقع فإن اختيار شخص بالذات ليكون ملكا على إسرائيل ، ليس امرا سهلا ، لأن اختياره من إحدى القبائل القوية فيه ما فيه من مساس بقدر القبائل الأخرى ، وقد يثير حربا أهلية ، كما أن المعارك الأخيرة بين بني إسرائيل والفلسطينيين قد حطمت من قوة «أفرايم» وهي التي كانت سيادتها على القبائل الأخرى حتى ذلك الوقت أمرا لا نزاع عليه ، ومن ثم فإن اختيار طالوت «شاؤل في التوراة» كان موفقا ، فبالإضافة إلى مميزاته الجسمانية ، وكذا العلمية كما جاء في القرآن الكريم ، فقد كان من سبط «بنيامين» أضعف الأسباط الإسرائيلية ، الأمر الذي كان لا يسبب له حقدا من الأسباط الأخرى ، هذا إلى أن خيامه إنما كانت تقع بين أفرايم ويهوذا ، أي أنها تقع في مكان وسط إلى حد ما بين القبائل الشمالية والجنوبية (٢).
__________________
(١) صموئيل أول : ٨ / ١ ـ ٢٢ ، حسن ظاظا : الفكر الدين الإسرائيلي ص ٤٠ ، وكذا.H.R.Hall ,Op.Cit ,P. ٢٩٢ وكذا.Lods ,Op.Cit ,P. ٣٩٥.
(٢) صموئيل أول : ٩ / ١ ـ ٢ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٦٦٨ ـ ٦٧٤ وكذاW.Kelle ,TTe Bibleas History ١٧٩.p ، ١٩٦٧.