عن ابن عباس ملخصها : «أن امرأة حسناء في زمان بني إسرائيل ، راودها عن نفسها أربعة من رؤسائهم فامتنعت على كل منهم ، فاتفقوا فيما بينهم عليها ، فشهدوا عند داود عليهالسلام أنها مكنت من نفسها كلبا لها قد عودته ذلك منها ، فأمر برجمها ، فلما كان عشية ذلك اليوم جلس سليمان واجتمع معه ولدان مثله ، فانتصبت حاكما وتزيا أربعة منهم بزي أولئك ، وآخر بزي المرأة ، وشهدوا عليها بأنها مكّنت من نفسها كلبا ، فقال سليمان ، فرقوا بينهم ، فسأل أولهم ما كان لون الكلب ، فقال أسود ، فعزله ، واستدعى الآخر فسأله عن لونه ، فقال أحمر ، وقال الآخر أغبش ، وقال الآخر أبيض ، فأمر عند ذلك بقتلهم ، فحكى ذلك لداود عليهالسلام ، فاستدعى من فوره بأولئك الأربعة فسألهم عن لون ذلك الكلب ، فاختلفوا عليه فأمر بقتلهم» (١).
٣ ـ من معجزات سليمان :
منح الله سبحانه وتعالى عبده ورسوله سليمان عليهالسلام كثيرا من المعجزات ، منها (أولا) أن الله تعالى علمه منطق الطير ، وسائر لغات الحيوان ، فكان يفهم عنها ما لا يفهمه سائر الناس ، وربما تحدث معها ، كما كان الأمر مع الهدهد والنمل وغيرهما ، روي ابن عساكر قال : مرّ سليمان بعصفور يدور حول عصفورة ، فقال لأصحابه أتدرون ما يقول ، قالوا وما يقول يا نبي الله ، قال يخطبها إلى نفسه ويقول : زوجيني أسكنك أي غرف دمشق شئت قال سليمان عليهالسلام لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد ، ولكن كل خاطب كذاب» (٢).
وروى النسفي وأبو السعود : يحكي أن سليمان مرّ على بلبل في شجرة
__________________
(١) تفسير ابن كثير ٣ / ٢٩٩.
(٢) ابن كثير : البداية والنهاية ٢ / ١٨ ـ ١٩.