على أن الإسم «مس» (طفل) نجده كثير الانتشار على الآثار المصرية القديمة ، ولا شك في أن والد موسى كان قد وضع قبل اسم ابنه اسم إله مصري قديم ، مثل آمون وبتاح ، ثم زال ذلك الاسم الإلهي تدريجيا بكثرة التداول ، حتى صار الولد يسمى «موسى» (١).
ويعلق «فرويد» على قول «برستد» هذا ، بالدهشة لتجاهل برستد بعضا من الأسماء المركبة من موسى أو «مس» مع أسماء الآلهة ، ومنها أسماء «أحمس» (إيعح مس) و «تحوتمس» (تحوت مس) و «رعمسيس» (رع مس سو) ، ثم يعرب عن دهشته كذلك من أن واحدا من العلماء الكثيري العدد ، الذين أقروا مصرية اسم موسى أصلا واشتقاقا ، لم يفكر في أن يكون موسى نفسه ـ الشخص لا الإسم ـ مصريا أيضا (٢) ، حتى أولئك الذين يقررون مثل «برستد» أن موسى قد «تهذب بكل حكمة المصريين» (٣).
ويرى «فرويد» أن ذلك ، ربما كان مرجع ذلك إلى تقديس لمرويات التوراة التي لا يمكن التغلب عليها ، وربما بدا لهم أن القول بأن موسى مصري غير عبري ادعاء عريض لا يمكن تصوره ، على أي حال ، فإن الواقع هو أنه مع ترحيبهم عموما لمصرية اسم موسى ، فإنهم لم يستخلصوا من ذلك شيئا ماسا بأصله هو نفسه (٤).
وهنا يتساءل «فرويد» بأننا لو سلمنا بأن موسى كان مصريا ـ ولم يكن إسرائيليا ـ لوجدنا أنفسنا في الحالين مطالبين بحل لغز جديد وصعب؟ فمن المفروض أن نتوقع شخصا ما يتولى رئاسة الحركة أو ينتخبه إخوانه لهذه
__________________
(١) ٣٥٠ J.H.Breasted ,op ـ cit ,P ..
(٢) ٥ S.Freud ,op ـ cit ,P ..
(٣) أعمال الرسل ٧ : ٢٢.
(٤) ٦ ـ ٥. S.Freud ,op ـ cit ,P.