قال : فقام العُمَريّ فقبّل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسّم إليه أبو الحسن وانصرف .
قال : وراح إلى المسجد فوجد العمريّ جالساً فلمّا نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته .
قال : فوثب أصحابه إليه فقالوا له : ما قضيّتك ؟ قد كنت تقول غير هذا ، قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن ، وجعل يدعو لأبي الحسن عليهالسلام فخاصموه وخاصمهم .
فلمّا رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري : أيّما كان خيراً ما أردتم ؟ أم ما أردت ؟ إنّني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم ، وكُفِيتُ به شرّه .
وذكر جماعة من أهل العلم أنّ أبا الحسن عليهالسلام كان يصل بالمأتي دينار إلى الثلاثمائة وكانت صرار موسى مثلاً(١) .
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٤٨ / ص ١٠٢ .