الطيّبة ، والآداب الحسنة ، والدروس التربويّة في الأدب الإلهي ، والخلق الزكيّ .
ففي وصيّة أمير المؤمينن عليهالسلام : ـ
( يا كميل : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أدّبه الله عزّ وجلّ ، وهو أدّبني ، وأنا أؤدّب المؤمنين ، وأورّث الأدب المكرّمين )(١) .
وفي حديثه عليهالسلام : ـ
( إنّ الله كريمٌ حليمٌ عظيمٌ رحيم ، دلّنا على أخلاقه ، وأمرَنا بالأخذ بها وحَمْل الناس عليها .
فقد أدّيناها غير متخلّفين ، وأرسلناها غير منافقين ، وصدّقناها غير مكذّبين ، وقبلناها غير مرتابين )(٢) .
وبحقٍّ قد أدّبوا شيعتهم الأبرار ، وأصحابهم الكُبّار على الآداب الإلهيّة ، والمكارم الأخلاقيّة .
أدّبوهم على مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات ، وعلّموهم مقابلة الإساءة بالإحسان والفضائل المزكية للإنسان ، كما تلاحظها في وصاياهم الواقية ومواعظهم الشافية ، التي ربَّت جيلاً طيّبين ، وعلماء ربّانيّين ، ورجالاً صالحين .
وهي ذا شذرات من تلك الأخلاقيّات التي علّمت وهذّبت وربّت اُولئك الشيعة الطيّبين : ـ
١ ـ ما في تعاليم رسول الله صلىاللهعليهوآله لأبي ذرّ الغفاري رضوان الله عليه ، جاء فيه : ـ
( ... يا أبا ذرّ احفظ ما أوصيك به تكُن سعيداً في الدُّنيا والآخرة ...
يا أبا ذرّ إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح ، وخُذ من صحّتك قبل سُقمك ، وحياتك قبل موتك ، فإنّك
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧٧ / ص ٢٦٩ .
(٢) بحار الأنوار / ج ٧٧ / ص ٤١٨ .