ومن أبرز مصاديق مكارم الأخلاق هذه التي
ذكرها الإمام عليهالسلام
، وأحسن آثارها هي مقابلة الإساءة بالإحسان التي ذكرها وأمر بها الله تعالى في قوله عزّ اسمه : ـ ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
.
هذا هو : الخُلق الطيّب ، وحُسن الخُلق
، ومكارم الأخلاق .
وأهل البيت عليهمالسلام هم المثلُ الأعلى في
جميعها ، والبالغون إلى ذروتها .
وهم لا غيرهم كانوا سماء طيب الأخلاق ، فاستحقّوا
أن يكونوا قدوة الخلق .
وسيّدهم الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
أثنى عليه ربّه بقوله عزّ اسمه : ـ ( وَإِنَّكَ
لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )
.
وكانت مكارم الأخلاق من غايات البعثة
النبويّة المباركة ، وخصوصيّات الرسالة المحمّديّة الشريفة ، والمزايا العالية التي نالها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
.
ففي الحديث : ـ ( إنّ الله تبارك وتعالى
خصّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
بمكارم الأخلاق .
فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم
فاحمدوا الله جلّ وعزّ ، وارغبوا إليه في الزيادة منها )
.
بل فاز صلوات الله عليه وآله بقمّة السجايا
الطيّبة والأخلاق الفاضلة ، فوصفه أمير المؤمنين عليهالسلام
بقوله بأجمل بيان : ـ
( كان أجود الناس كفّاً ، وأجرأ الناس
صدراً ، وأصدق الناس لهجةً ، وأوفاهم ذمّةً ، وألينَهم عريكةً ، وأكرمهم عِشرةً ، مَن رآه بديهةً هابَه ، ومَن خالطه
أحبّه ، لم أرَ مثلَه قَبله ولا بَعده )
.
__________________________________