الإيجار والوجبات الغذائيّة ، لكنّه لم يقبل منهم أيّ مال ، وأدنى نقود .
وبالرغم من أنّهم أصرّوا عليه كثيراً بالقبول ، لم يستجب لهم ذلك ، وأجابهم بأنّي آخذ ثمن الإيجار والخدمة من الإمام عليهالسلام بأكثر ممّا آخذه منكم ، فليطيب خاطركم بذلك .
فتشكّروا منه ، وودّعوه راجعين إلى بلدهم .
ومضت على ذلك الأيّام والسنين ، ثمّ إنّ ذلك التاجر حدثت له مشكلة سياسيّة أدّت إلى أن يُسجن ، ويحتمل عليه الإعدام ..
واُجريت عليه لقاءات مع المسؤولين ، وسؤال وجواب ، ورتّبت له ملفّات شدّدت عليه الأمر .
وفي آخر الأمر جاء عنده في السجن أحد المسؤولين الكبار الذي كانت له درجة عسكريّة رفيعة ، وبيده ملفّةٌ كبيرة تخصّني .
فنظر إليَّ مليّاً ، ثمّ سألني ألست أنت الحاجّ فلان ، من أهل مدينة كذا ، وتسكن دار كذا ، في محلّة كذا ؟
وأنا في كلّ المسائل اُجيبه بنعم ، وتخيّلت أنّه يعرف هذه الخصوصيّات من الأسئلة التي طُرحت عليَّ سابقاً ..
لكنّه قال لي : ـ أتعرفني ؟
قلتُ في دهشةٍ : لا مع الأسف .
فرفع قُبّعته العسكريّة ، وقال : هل عرفتني الآن ؟
قلت : ملامحكم مأنوسة عندي ، مَن أنتم ؟
قال : أنا ذلك الشخص الذي نزلتُ مع عائلتي عندك في سنة كذا ، وبقيتُ في بيتك عشرة أيّام ، استضفتني فيها بكلّ كرامة .
ثمّ قال : هذه ملفّة إضبارتك التي تنتهي
بإعدامك ، لكن أنا اُمزّقها ، واُسقط