أليس كان هو السابق إلى الإسلام ، وكان
إسلامه عن فطرة ، وإسلام الناس عن كفر ؟
ألم يكن هو السابق إلى تفدية نفسه
المباركة لرسول الله صلىاللهعليهوآله
في ليلة المبيت بين أربعمائة سيف من المشركين ؟
وهل غيره سبق إلى الجهاد في سبيل الله ،
والجُهد في طاعة الله ، والاجتهاد في عبادة الله ؟
ولقد أجاد كافي الكفاة الصاحب بن عبّاد
في وصف أمير المؤمنين عليهالسلام
في نثره وفي شعره .
قال في النثر الذي وصف به عليّاً وذكر
نسبته إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ـ
( صنوه الذي واخاه ، وأجابه حين دعاه ، وصدّقه
قبل الناس ولبّاه ، وساعده وواساه ، وشيّد الدِّين وبناه ، وهَزَم الشرك وأخزاه ، وبنفسه على الفراش فداه ، ومانَع عنه وحماه ، وأرغَمَ من عانده وقلاه ، وغسله وواراه ، وأدّىٰ دَينه
وقضاه ، وقام بجميع ما أوصاه ، ذاك أمير المؤمنين لا سواه )
.
وقال في شعره في غديريّته المعروفة في
مدح أمير المؤمنين عليهالسلام
، أنشدها كمحاورةٍ سُئل فيها فأجاب في ٢٥ بيتاً : ـ
قالت : فَمَنْ صاحبُ الدِّين الحنيف
أجِب ؟
|
|
فقلتُ : أحمدُ خيرُ السّادةِ الرُّسلِ
|
قالت : فَمَنْ بعدَه تُصفي الولاءُ له
؟
|
|
قلت : الوصيّ الذي أربىٰ على
زُحلِ
|
قالت : فَمَنْ باتَ مِن فَوق الفراشِ
فَدىٰ ؟
|
|
فقلت : أثيتُ خلقِ اللهِ في الوَهَلِ
|
__________________________________