وكيف يجوز ركوب البحر زمان اضطرابه وذلك
زمانٌ قد سقط فيه الخطاب بأداء الحجّ ؟
وكيف يحلّ السؤال لمن يقدر أن يكتسب ، فما
أرخص ما باع أبو حامد الغزالي الفقه بالتصوّف ؟!
ثمّ قال : سبحان من أخرج أبا حامد من
دائرة الفقه بتصنيفه كتاب الإحياء فليته لم يحك فيه مثل هذا الذي لا يحلّ ، والعجب أنّه يحكيه ويستحسنه ويسمّي أصحابه أرباب أحوال ، وأيّ حالة أقبح وأشدّ من حال من يخالف الشرع ويرى المصلحة في المنهيّ عنه ؟!
وكيف يجوز أن يطلب صلاح القلوب بفعل
المعاصي ، أوَقَد عدم في الشريعة ما يصلح قلبه حتّى يستعمل ما لا يحلّ فيها ، وكيف يحلّ للمسلم أن يعرّض نفسه لأن يُقال عنه سارق وهل يجوز أن يقصد وهن دينه ، ومحو ذلك عند شهداء الله في الأرض ، ثمّ كيف يجوز التصرّف في مال الغير بغير إذنه ؟!
ثمّ في نصّ مذهب أحمد والشافعي أنّ من
سرق الحمّام ثياباً عليها حافظ وجب قطع يده ، فعجبي من هذا الفقيه المستلب عن الفقه بالتصوّف أكثر من تعجّبي من هذا المستلب الثياب ، انتهى
.
هذا ما تلاحظه من المسلك الخشن في
الأخلاق الذي يأباه الدِّين والعقل السلم .
والأعجب من ذلك ما تلاحظه في السيرة الأخلاقيّة
التي كانت من كبرائهم ، المنقولة في أحاديثهم ، وفي معتبرات كتبهم ، ننقل نموذجاً منها بالنصّ فيما يلي : ـ
١ / في صحيح البخاري بسنده عن عبد الله
بن عمر :
أنّ عبد الله بن اُبيّ لمّا توفّى جاء
ابنه إلى النبيّ ، فقال : يا رسول الله أعطني
__________________________________