وآل محمّد سلام الله
عليهم دون سيرة غيرهم ، ومن أحاديث آل الرسول لا من أسفار غيرهم التي أدّت إلى الانحراف عن الطريق الحقّ .
ويكفيك لاتّضاح ذلك وثبوته المقارنة بين
الأحاديث الأخلاقيّة لأهل بيت العصمة عليهمالسلام
المجموعة في أبواب العِشرة من كتاب بحار الأنوار التي سنذكر جملةً منها إن شاء الله تعالى فيما يلي ، وبين كتب الأخلاق لغير مذهب أهل البيت ، وأهمّها كتاب إحياء العلوم لأبي حامد الغزالي الشافعي المتوفّى سنة ٥٠٥ هجريّة .
فانظر ما فيه من النماذج الأخلاقيّة ، وقارن
بينها وبين أخلاق أهل البيت عليهمالسلام
، ثمّ أحكم بما يحكم به العقل السليم والوجدان المستقيم .
وإنّي أنقل فيما يلي بعض التهذيبات
الأخلاقيّة التي استحسنها الغزالي في كتابه إحياء العلوم .
ثمّ أذكر فيما بعده ما ردّ عليه أبو
الفرج بن الجوزي الذي هو من علماء أهل السنّة أيضاً .
قال في الاحياء : ـ
كان بعض الشيوخ في بداية إرادته ـ لقيام
الليل ـ يكسل عن القيام فألزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتسمح نفسه بالقيام عن طوع ، قال :
وعالج بعضهم حبّ المال بأن باع جميع
ماله ورماه في البحر إذا خاف من تفرقته على الناس رعونة الجود والرياء البذل ، قال :
وكان بعضهم يستأجر من يشتمه علىٰ
ملأ من الناس ليعوّد نفسه الحلم ، قال :
وكان آخر يركب البحر في الشتاء عند
اضطراب الموج ليصير شجاعاً .
وقال قبل أن يورد هذه الحكايات :
ينبغي للشيخ أن ينظر إلى حالة المبتدئ
فإن رأى معه مالاً فاضلاً عن قدر حاجته أخذه وصرفه في الخير وفرّغ قلبه منه حتّى لا يلتفت إليه ،