فأبىٰ أن يقبل .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله للأنصاري : إذهب
فاقلعها ، وارمِ بها إليه ، فإنّه لا ضرر ولا ضرار
.
فتلاحظ أنّه لم يكن الموضع موضع لين مع
ظلم سمرة للأنصاري ، وإصراره على الظلم ، ولجاجه على عدم الاستئذان ، وعناده مع الرسول صلىاللهعليهوآله حتّى مع نخلة الجنّة
.
لذلك لم يلِن معه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بل أمر بقلع
النخلة ، ورميها إليه ، دفعاً للضرر عن المؤمنين .
علماً بأنّ سمرة ممّن لم يخفَ خبثه ونفاقه
.
وهو الذي بذل له معاوية أربعمائة درهم
فروى كذباً إنّ قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ
عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )
نزلت في عليّ عليهالسلام
.
وأنّ قوله تعالى : (
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ
رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )
نزلت في ابن ملجم .
وهو الذي روى عنه ابن أبي الحديد أنّه
كان في أيّام مسير الإمام الحسين عليهالسلام
إلى الكوفة على شرطة ابن زياد ، وكان يحرّض الناس على الخروج إلى قتال الحسين عليهالسلام .
وهو الذي قال فيه ابن سيرين إنّه قتل في
مدّة غياب زياد بن أبيه عن البصرة ثمانية آلاف ، فقال له زياد : أما تخاف أن تكون قتلت بريئاً ؟
فقال : لو قتلت معهم مثلهم ما خشيت .
وروى عنه ابن أثير أنّه قتل من قوم سوار
العدوى سبعة وأربعين كلّهم قد جمع القرآن .
__________________________________