وخصوصاً ستر عيوب المؤمنين الذي هو من
معالي الأخلاق المربّية للمؤمن والمبدّلة للفساد إلى الصلاح ، والدالّة على كرامة نفس الساتر ، وفضيلة روحه .
والمثل الأعلى لهذه الصفة الطيّبة هم
أهل البيت عليهمالسلام
، فكم ذكروا فضائل الطيّبين ونشروها ، ورغّبوا في مآثر الكرام وأفشوها ، كما تلاحظه من ذكرهم عليهمالسلام فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، والطيّبين أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام ، والشهداء أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام
، والفقهاء أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام
.
وفي الطرف المقابل كم عرفوا معايب الناس
وستروها عليهم ، بل أغضوا وعفوا عنهم ، ولم يعيبوا أحداً ، ولم يلوموا مؤمناً .
بل هذّبوا شيعتهم على الستر والعفاف ، وعدم
تتبّع العثرات ، ومن الجهة الثانية أصلحوا عيوب المؤمنين وأرشدوهم إلى صفات الصالحين ، ووعظوهم بخير مواعظ المتّقين .
فاهتدى بذلك الخلق الكثير ممّن كان
قابلاً لمواعظهم ، ومتقبّلاً لإرشادهم وأنشئوا بذلك الجيل الصالح ، والجمع الفاضل .
والأحاديث الشريفة في قول الخير في المؤمنين
، وستر عوراتهم متظافرة ، منها : ـ
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا معشر مَن أسلم
بلسانه ، ولم يخلص الإيمان إلى قلبه ، لا تذمّوا المسلمين ، ولا تتبّعوا عوراتهم .
فإنّه من تتبّع عوراتهم تتبّع الله
عورته ، ومَن تتبّع الله تعالى عورته يفضحه ولو في بيته
.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أيضاً :
كان بالمدينة أقوام لهم عيوب ، فسكتوا
عن عيوب الناس فأسكت الله عن
__________________________________