وأيّ إنسان يخلو كاملاً من الذنب ، ويخلص
من العيب غير المعصومين عليهمالسلام
، وقد خُلق الإنسان ضعيفاً .
( وَمَا أُبَرِّئُ
نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي )
.
لكن يلزم على الإنسان أن يجدّ ويجتهد
ويسعىٰ في كفّ نفسه عن الذنب والعصيان ، وإذا سوّلت له نفسه وغلبه هواه فأذنب بادرَ إلى التوبة ، واستشعر في نفسه الندم على تفريطه ، حتّى يغفر الله له ، فإنّ التوبة تجعل الفاسق الممقوت
وليّاً من أولياء الله تعالى كما في قضيّة الشابّ الفاسق المنقول
.
وعلى كلّ حال يلزم ستر عائبة المؤمنين ،
حفظاً لكرامتهم ، ونشر معروفهم ، ترغيباً في استقامتهم .
وهو خُلقٌ كريم ، وصفةٌ راقية ، والتي
تعدّ من الصفات الإلهيّة والأخلاق الطيّبة ، كما تلاحظه في الدعاء الجامع الشريف : ـ
( يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ
وَسَتَرَ الْقَبِيحَ ، يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ
السِّتْرَ )
.
وكلتا هاتين الصفتين ذات آثار طيّبة ..
فإفشاء العارفة ونشر الخِّصال المحمودة
يوجب انتشار الصفات الحسنة في المؤمنين ، والترغيب فيها ، والحثّ عليها ، ورغبة الآخرين فيها ، ثمّ قيام أخلاق المجتمع عليها .
كما وأنّ ستر العائبة يوجب حفظ كرامة
المؤمنين ، وموت الباطل بترك ذكره ، وعدم التجاهر بالفسق ، وفسح المجال أمام من صدرَ منه القبيح ليحسّن أعماله بالستر عليه ، ويرتدع ويخجل من العود إليه ، وبالتالي زوال العائبات والقبائح عن المجتمع
.
__________________________________