ولا ينبغي أن يقول شيئاً أو يصنع فعلاً
يؤجّج نار العداوة ، ويثير شرّ الفتنة ، فيزيد في الطين بلّة وفي القلب علّة ، ويفتح المجال لوسوسة الشيطان الرجيم وكيده وشرّه .
فإنّ الفتنة والعداوة من شرّ الشيطان
وكيده ، عداوةً منه لبني آدم ، وحقداً منه للنبيّ آدم عليهالسلام
في ذرّيته .
قال تعالى : (
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ )
فإنّه عدوّ الإنسان ، وأقسم بعزّة الله أن يغوي جميع البشر إلّا عباد الله المخلصين ، لذلك يؤجّج دائماً نار الفتنة بين المؤمنين ، ويدعو إلى الخصام بين الأقارب والأرحام ، ويثير العداء بين الأحبّاء والأصدقاء .
ولهذا يعظنا الله تعالى بموعظته البليغة
، ويحذّرنا من كيده وشرّه ونبّه الإنسان بأبلغ بيان ، في آياتٍ عديدة من محكم القرآن مثل : ـ قوله تعالى : (
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ
يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ )
.
وقوله تعالى : (
وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ
وَالْمُنكَرِ )
.
وقوله تعالى : (
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا )
.
وقوله تعالى : (
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )
.
وقوله تعالى : (
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ )
.
فالشيطان مترصّدٌ لشبّ آثار عداوته لبني
آدم ، وإيصال مكائده للبشر ،
__________________________________