وقد هداه الله تعالى إلى طريق الرُّشد ،
ونصب له القادة الراشدين ، وألهمه الهدىٰ ، وحذّره الردىٰ ، وتفضّل عليه بالعقل الفاصل بين الحقّ
والباطل .
إلّا أنّ النفس لأمّارةٌ بالسوء ..
فلابدّ من هادٍ معصوم يهديه بحقّ ، ويرتقي
به من الروح الحيوانيّة إلى الروح الملائكيّة ، ويصدّها عن طريق الشرّ ، ويأخذُ بها إلى طريق الخير .
ففي الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : ـ
« الشرّ كامنٌ في طبيعة كلّ أحد ، فإن
غلبه صاحبُه بَطَن ، وإن لم يغلبه ظهر »
.
وفي حديث الإمام الباقر عليهالسلام : ـ
« إنّ طبايع الناس كلّها مركّبة على
الشهوة ، والرغبة ، والحرص ، والرهبة ، والغضب ، واللّذة .
إلّا أنّ في الناس من زَمَّ هذه الخلال
بالتقوىٰ ، والحياء ، والأنَف .
فإذا دعتك نفسك إلى كبيرة من الأمر
فارمِ ببصرك إلى السماء .
فإن لم تخف من فيها فانظر إلى مَن في
الأرض لعلّك تستحيي ممّن فيها .
فإن كنت لا ممّن في السماء تخاف ولا
ممّن من الأرض تستحي ، فعُدَّ نفسك من البهائم »
.
ولذلك حثَّ أولياءُ الله على مكارم
الأخلاق ، وأمروا بها ، ورغّبوا الناس فيها ، كي يرفعوهم عن الدناءات إلى المحاسن ، ويسعدوهم بالخُلق الطيّب ، والحياة السعيدة .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لمعاذ حين بعثه إلى
اليمن : ـ
( يا معاذ : علّمهم كتاب الله ، وأحسِن
أدبهم على الأخلاق الصالحة )
.
__________________________________