قالت : سبحان الله! .. والله لربما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك عليّاً عليه السلام في جوف الليل.
فسألها عن الحسين بن علي عليهما السلام؟
فقالت : هو في حائط له.
قال : أخبريه انّي قد احببت السلام عليه
... ولا أقدر اليوم على لقائه واريد الرجوع ونحن ملتقون عند ربّ العالمين إن شاء
الله.
فدعت ـ أمّ سلمة ـ بطيب فطيّبت لحيته.
فقال لها : أما انّها ستُخضب بدم.
قالت : من أنبأك بهذا؟
قال : أنبأني سيّدي.
فبكت أُمّ سلمة وقالت : هو سيّدي وسيّد
المرسلين أجمعين ، ثمّ ودّعته.
فقدم ميثم الكوفة فأخذ وادخل عن ابن
زياد ، وقيل له : هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب.
فأمر بحبسه وحبس معه المختار بن أبي
عبيدة ، فقال له ميثم ـ وهما في حبسه ـ إنك ـ يعني المختار ـ تفلت وتخرج ثائراً
بدم الحسين عليه السلام ، فتقتل هذا الجبار الذي نحن في سجنه ، وتطأ بقدمك هذا على
جبهته وخدّه.
فلمّا دعا ابن زياد بالمختار ليقتله طلع
البريد بكتاب إليه يأمره بتخلية سبيله ، وذلك أن أخته كانت تحت عبد الله بن عمر ،
فسألت بعلها أن يشفع فيه إلى يزيد ، فشفع ، فكتب بتخلية المختار ، فأطلق سبيله ،
وأمر بميثم أن يُصلب.
فلمّا رُفع على الخشبة اجتمع الناس حوله
على باب عمرو بن حريث.
فقال عمرو : لقد كان يقول : إنّي مجاورك.
فلما صُلب ، كان يأمر جاريته كل عشيّة
أن تكنس تحت خشبته وترشّه وتجمره بمجمرة.