ابرم فيها من حبل جديد هو غير الحبل الممدود ـ عمودياً ـ من السماء الى الارض الذي عناه رسول اللّه (ص) في حديثه الآنف الذكر. ولكنه حبل آخر اريد ليمتد مع التاريخ ـ
افقياً ـ.
وتوالت تحت السقيفة أحدا |
|
ثٌ أثارت كوامناً وميولا |
نزعات تفرقت كغصون الـ |
|
ـعوسج الغض شائكاً مدخولا (١) |
ووقف صاحب الحق بالخلافة من اخوانه المتأولين ، موقفه المشرف الذي دل بذاته ، وبما حفظ الاسلام من الانهيار ، على انه وحده كان الوسيط بين الناس وحبل السماء. وتلكأ عن بيعتهم بمقدار ما نبه الذهنية الاسلامية الى الحق المغلوب على امره ، واخذ الى البيعة ـ بعد ذلك ـ أخذاً (٢). وسأله بعض اصحابه : « كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ » فقال : « انها كانت أثرة ، شحت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، والحكم للّه والمعود اليه القيامة. ودع عنك نهباً صيح في حجراته (٣) » ..
__________________
قصائدهم العامرة. وهو ما عناه مهيار الديلمي في لاميته بقوله :
وما الخبيثان ابن
هند وابنه |
|
وان طغى خطبهما
بعد وجل |
بمبدعين في الذي
جاءا به |
|
وانما تقفيا تلك
السبل |
وهو ما عناه قبله استاذه الشريف الرضي رحمهالله بقوله :
الا ليس فعل
الآخرين وان علا |
|
على قبح فعل
الاولين بزائد |
وهو ما عناه قبلهما الكميت بقوله :
يصيب به الرامون
عن قوس غيرهم |
|
فيا اخرا اسدى له
الشراول |
الى امثال كثيرة اخرى.
١ ـ لبولس سلامة.
٢ ـ قال معاوية فيما كتبه اليه مع أبي امامة الباهلي :
« وتلكأت في بيعته ـ يعني بيعة ابي بكر ـ حتى حملت اليه قهراً تساق بخزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش!!. ».
٣ ـ نهج البلاغة ( ج ١ ص ٢٩٩ ) ، شرح محمد عبده.