انقطاعاً باتاً
وانفصالاً نهائياً. ولكن رسول اللّه (ص) أدرك ما سيمتحن به المؤمنون بعده من عظيم
الرزية بانقطاع الوحي من بينهم ، وكان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً ، فأخبرهم بان
حبلاً واحداً سيبقى متصلاً بينهم وبين السماء. وهل حبل أولى بالتمسك من حبل السماء
وقد انقطع الوحي ، قال :
« اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن
تضلوا بعدي كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض ، وعترتي اهل بيتي ، ولن
يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » .
ومن حق البحث الذي بين ايدينا ان يستقرئ
في هذه المناسبة موقف المجتمع من عترة النبي (ص) ، او موقف الجماعات التي كانت
تدعي لنفسها حق التمثيل للمجتمع ، لينظر فيما خلفوا رسول اللّه في عترته ـ استغفر
اللّه ـ بل لينظر فيما يتصل من ذلك بموضوعنا من هذه المناسبة العابرة. واذا كانت
العترة عشيرة الرجل ، فعلي أبرز رجالها بعد رسول اللّه ، واذا كانت ذريته ، فالحسن
كبير عترة النبي من بعده. وتجيز اللغة اطلاق العترة على الصنفين ـ العشيرة والذرية
ـ معاً.
نعم انه قدّر لهذا المجتمع ، ان ينقسم
انقسامته التاريخية التي وقعت فور الفاجعة العظمى بوفاة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حين تأول قوم فانساحوا الى تأولاتهم
، وتعبّد آخرون فثبتوا على الصريح من قول نبيهم ، وللنبي تصريحات كثيرة في موضوع
الترشيح للخلافة ليس هنا
__________________