إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

صلح الحسن عليه السلام

صلح الحسن عليه السلام

صلح الحسن عليه السلام

تحمیل

صلح الحسن عليه السلام

38/400
*

انقطاعاً باتاً وانفصالاً نهائياً. ولكن رسول اللّه (ص) أدرك ما سيمتحن به المؤمنون بعده من عظيم الرزية بانقطاع الوحي من بينهم ، وكان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً ، فأخبرهم بان حبلاً واحداً سيبقى متصلاً بينهم وبين السماء. وهل حبل أولى بالتمسك من حبل السماء وقد انقطع الوحي ، قال :

« اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض ، وعترتي اهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).

ومن حق البحث الذي بين ايدينا ان يستقرئ في هذه المناسبة موقف المجتمع من عترة النبي (ص) ، او موقف الجماعات التي كانت تدعي لنفسها حق التمثيل للمجتمع ، لينظر فيما خلفوا رسول اللّه في عترته ـ استغفر اللّه ـ بل لينظر فيما يتصل من ذلك بموضوعنا من هذه المناسبة العابرة. واذا كانت العترة عشيرة الرجل ، فعلي أبرز رجالها بعد رسول اللّه ، واذا كانت ذريته ، فالحسن كبير عترة النبي من بعده. وتجيز اللغة اطلاق العترة على الصنفين ـ العشيرة والذرية ـ معاً.

نعم انه قدّر لهذا المجتمع ، ان ينقسم انقسامته التاريخية التي وقعت فور الفاجعة العظمى بوفاة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حين تأول قوم فانساحوا الى تأولاتهم ، وتعبّد آخرون فثبتوا على الصريح من قول نبيهم ، وللنبي تصريحات كثيرة في موضوع الترشيح للخلافة ليس هنا

__________________

١ ـ اخرجه الترمذي وهو الحديث ٨٧٤ من احاديث كنز العمال ( ص ٤٤ ج ١ ) وعلى نسق هذا الحديث احاديث كثيرة اخرى روتها الصحاح والمسانيد ، وجاء في بعضها « اني تارك فيكم خليفتين كتاب اللّه ممدود بين السماء والارض او ما بين السماء والارض وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » ـ ( الامام احمد والطبراني في الكبير ).