ولنستمع الآن الى تصريح شخصي منه له
قيمته في موضوعنا الخاص.
انه يجيب على السؤال العاتب الذي ألقاه
عليه « سليمان بن صرد » الرجل الذي وصفه ابن قتيبة « بسيد العراق ورئيسهم » ، فيقول :
« ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا وللدنيا
أعمل وأنصب ، ما كان معاوية بأبأس مني وأشد شكيمة ، ولكان رأيي غير ما رأيتم ... »
ومثل واحد يغني عن كثير مما أجاب به
شيعته.
أما أجوبته لاعدائه ، وفيهم من يسرّه أن
يؤذيه وقد أمن الشر من ناحيته ، كعبدالله بن الزبير الذي كان يعلن مناوأته لآل
محمد (ص) ، فكان مما أجابه به قوله « وتزعم أني سلسَّمت الامر ، وكيف يكون ذلك ـ
ويحك ـ كذلك ، وأنا ابن أشجع العرب ، وقد ولدتني فاطمة سيدة نساء العالمين. لم
افعل ذلك ـ ويحك ـ جبنا ولا ضعفا ولكنه بايعني مثلك ، وهو يطلبني بترةٍ ، ويداجيني
الموّدة ، ولم أثق بنصرته ..
».
وتصريح آخر قصير ولكنه خطير ، ولعله على
اجماله ، أبلغ تصريح في هذا الصدد ، وهو ما يجيب به شقيقه ومزاج مائه ، وشريك
حوبائه في سراته وضرائه « الحسين عليهالسلام
».
انه سأله : « ما الذى دعاك الى تسليم
الامر؟ » فقال : « الذى دعا أباك فيما تقدم
».
اقول : ولتكفنا هذه النماذج القليلة عن
كثير من مثيلاتها ، شاهدا على « الامتحان » القاسي الذي تعرضت له الامامة من
أصدقائها ومن اعدائها ، والذي خرجت منه ـ في نهاية المطاف ـ مزهوةً بدرجة الشرف في
النجاح.
ونحن اذا نخلنا تصريحات الامام في هذا
الصدد ، وجدناها تنكشف
__________________