خلافته ، فانها لا
تعنى الحسن « الامام » وانما الحسن « ذا الجيش والسلطان ».
والحسن في امامته ، لا يناله تغيير ولا
تمسه نكبة ، فهو كالقرآن في امامته. ولن يضير القرآن ، وهو المرجع الاعلى للمسلمين
، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، خلاف الناس عليه ، ولا جموحهم
عنه ، ولا نفارهم منه ، وهو هو في منزلة من امامة الناس ، وعلى حقيقته من كلمات
الله ، رضي الناس أو أبوا ، عملوا بهداه أو عصوا ، أسلموه قيادهم أو جمحوا.
وكذلك كانت امامة الحسن عليهالسلام.
و كل من القرآن وألحسن ، هو مركز الثقل
في الاسلام ، كما يكون كل من القانون والمَلكِ في الدولة الدستورية ، هو مركز
الثقل في الامة.
وأعني « بالثقل في الاسلام » ذاك الذي
نوّه به رسول الله صلى الله عليه واله ، في الصحيح بل المتواتر من حديثه الشريف ،
حيث يقول :
« اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل
بيتي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض
».
والحسن من العترة ـ يومئذ ـ واسطة العقد
وامام القوم ، فهو من الاسلام كله « مركز الدائرة » الذي خلفّه صاحب الرسالة
للمسلمين ، كما خلّف القرآن « المرجع الاعلى ».
وهل الامامة شيء آخر غير هذا ، ياترى؟
وانظر الى الحسن حين تتحدث عن حقيقته ،
كيف تتجاذبه كلمات
__________________