مقدمة الطبعة الاولى
بقلم عبد الله الصاوي
للمسعودي كتابان جليلان في التاريخ ، ، ظهر أولهما مروج الذهب في عدة طبعات تداولها اكثر علماء هذا الجيل ، فعرفوا من المسعودي عالما ، جليلا ، فلكيا ، حاسبا ، منجما ، جغرافيا ، أخباريا ، فقيها ، محدثا ، جدليا ، نظارا ، ديانيا ، مؤرخا ، نسابة ، فيلسوفا ، أديبا ، راوية.
وانه كان ملما بعدة لغات ، وكان ذا حظ وافر من الثقافات التي انتهى إليها علم الانسان ، منذ بدأ الله الخلق إلى عصره.
وظهر ثانيهما ، وهو التنبيه والاشراف في طبعة واحدة قبيل نهاية القرن التاسع بسبع عشرة سنة في مطبعة بريل بمدينة ليدن بهولانده ، ضمن المكتبة الجغرافية ، التي عني بنشرها البروفسور «دي جوجي».
ويندر أن يعرف علماء العصر الحاضر عن هذا الكتاب شيئا ، إذ لم يصدر منه سوى هذه الطبعة الاوربية ، وطبعات أوربا من الغلاء بحيث لا يستطيع الرجل المتوسط الثراء أن يقتنيها.
وقد قمت بنشر هذا الكتاب وسيذاع بين يدي الجمهور بعد بضعة أيام ، ريثما أتمم طبع فهارسه المطولة.
وسوف يرفع هذا الكتاب من منزلة مؤلفة العلامة المسعودي ، ويحله الذروة بين الرجال النابهين ، ذوي الثقافات الواسعة والمعلومات الكثيرة ،