وقالوا إن ضياء القمر مأخوذ من ضوء الشمس ، لانهما إذا اجتمعا لم يكن للقمر نور.
وقال قوم منهم العالم محدث إلا أنه لا يبيد لانه حكمة وصنعة حكيم ، والحكيم لا يفسد صنعته.
ذكر عمر الدنيا
فأما ما ذكروه من توقيت الزمان ومدته إلى انقضائه ، فانهم قالوا فيه أقوالا لاتسلم لهم ، إنما تسمع وتذكر على ما يتعجب منه لاعلى جهة التصديق به ، نعوذ بالله. ففي كتاب السند هند الذي عمل منه المجسطي وغيره من الزيجات أن دوران الشمس من أول سيرها من الحمل انما سيرها ينقضي على ما حسبوه من الآلاف ألف ألف وأربعمائة ألف ألف وعشرون ألف دورة لكل دورة سنة ، والسنة ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم.
وقالوا إن أصل الدور أربعة آلاف ألف ألف وثلاثمائة ألف ألف وعشرون ألف ألف عند كل بدء ألف سنة.
وأما أهل الاثر ، فزعم قوم أن عمر الزمان إلى آدم عليه السلام سبعة آلاف منه ، ورواية محمد بن جرير الطبري على ما قدمناه ذكره أن من آدم إلى انقضاء الخلق سبعة آلاف.
وذكر طلوع الشمس من مغربها قبل انقضاء العالم.
وقال قوم : إذا بلغ القلب خمس عشرة درجة (١) من الاسد كان طوفان نار يحرق العالم بأسره فلا يبقى على وجه الارض حيوان ولا في البحار ،
__________________
(١) في ب وت : خمسة عشر.