الأصحاب.
وقد صنّفوا في ذلك كتباً ورسائل ، منها رسالة الشيخ المفيد التي نقلنا بعضها وننقل باقيها إن شاء الله تعالى
ومنها ما ذكره النجاشي في كتاب الرجال حيث قال :
إسحاق بن الحسين بن بكران أبو الحسين الغفري (١) التمّار كثير السماع ،
__________________
نبي الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟
فقال : لم انس ولم تقصر الصلاة.
قال : بلى ، قد نسيت.
قال : صدق ذو اليدين ، فقام فصلّى ركعتين ، ثمّ سلّم ، ثمّ كبّر ، فسجد مثل سجوده وأطول ، ثمّ رفع رأسه وكبّر.
( قال عبد المحمود : ) يا بشرى لمن فارق هؤلاء الأربعة مذاهب القائلين عن نبيّهم مثل هذه المقالات ، المصدّقين عنه لهده الروايات.
ومن طريف هذا الحديث أنّ أبا بكر وعمر كانا ذاكرين انّه غلط وسهى ، ليت شعري من عرف من الرواة باطنهما حتى شهد لهما بذلك ، أو من شهد لهما بالعصمة حتى يصدّقهما أنّهما كانا أكمل من نبيّهم وأحضر فكراً وأشدّ بصيرة ، وليت شعري من أين لهما أنّه غلط وسهى ، وهلا جوّزوا أن يكون قد قصرت الصلاة وصارت ركعتين ونسخت منها ركعتان ؟! وكيف استجازا سوء الظن به بما قالا فيه انّه سهى وغلط قبل أن يعترف به كما زعموا ؟!
وليت شعري كيف استحسن رواة هذا الحديث ومصحّحوه أن يذكروا عن نبيّهم أنّه غلط وسهى ، ثمّ يذكرون أنّ أبا بكر وعمر من دون الصحابة ودون بني هاشم وعترة نبيّهم على وجه التنزيه لهما وانّهما هابا أن يكلّماه ، يعني أنّهما كانا منزّهين في هذه عن السهو.
وليت شعري من يروي عنهما ما تقدّم وما سيأتي ذكره ان شاء الله تعالى من الإقدام على الإنكار على نبيّهم في عدّة مقالات ومقامات ، وكيف يستحسن أن يكذّبوا انفسهم ويناقضوا ويباهتوا ويتولّوا في هذه الرواية انّهما هاباه ... « انظر : الطرائف : ٣٦٥ ـ ٣٦٧ ».
(١) كذا ورد اسمه في سائر النسخ ، وفي د : « أبو الحسن » بدل « أبو الحسين » ، وفي رجال النجاشي : اسحاق بن الحسن بن بكران أبو الحسين العَقرائيّ.