فصل
وممّا يدلّ على بطلان الحديث أيضاً اختلافهم
في الخبر أنّ
الصلاة الّتي ادّعوا فيها ، والبناء على ما مضى منها ، أو الإعادة لها.
فأهل العراق يقولون : انّه أعاد الصلاة
، لأنّه تكلّم فيها ، والكلام في الصلاة يوجب الإعادة عندهم.
وأهل الحجاز ومن مال إلى قولهم يزعمون :
انّه بنى على ما مضى ، ولم يعد شيئاً ، ولم يقض ، سجد لسهوه سجدتين.
ومن تعلّق بهذا الحديث من الشيعة يذهب
فيه إلى مذهب أهل العراق ، لانّه تضمّن كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله في الصلاة عمداً ، والتفاته عن
القبلة إلى من خلفه ، وسؤاله عن حقيقة ما جرى ، ولا يختلف الفقهاء وهم في ذلك يوجبون الإعادة .
والحديث متضمّن انّ النبي صلّى الله عليه وآله بنى على
ما مضى ولم يعد ، وهذا الاختلاف الّذي ذكرناه في هذا الحديث أدلّ دليل على بطلانه ، وأوضح حجّة في وضعه واختلاقه .
__________________