وفي كل هذه الادوار يلعب بعقول اولئك العلماء وبعلمهم وبموازين المحدثين وفيهم اصحاب الصحاح ـ فانهم جميعا رووا اخبار المباهلة ـ ثم لا يرشدهم علمهم ولا تهديهم موازينهم (١) وانا لا ادري اي منطق هذا ، وكيف يتقبله علماء اهل السنة ويغضي عليهم الازهر الشريف؟! أليس فيهم من يأسوا على السلف ويثأرهم؟!
وأيضا لا ادري الهدف الذي يرمي إليه المفكرون والمصلحون من وراء هذه الطعون القاتلة؟ وما الذي يمنونه باخراجها على هذا الشكل من الطعن في الصميم؟ ألم يكن لهم حاجز من ورع ، وحريجة من دين عن
__________________
(١) لا ترمي بالحكم على اهل الصحاح بانهم رووا تفصيل آية المباهلة ولكنهم اتفقوا على انه لما نزلت دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا.
روى ذلك مسلم في صحيحه والحاكم على شرط الشيخين وصححه الذهبي على شرط البخاري ومسلم والحميدي في الجمع بين الصحيحين والثعلبي في تفسيره وابن المغازي وابو نعيم في حليته والحمويني في فوائده وابن اسحاق في مغازيه وابن الصباغ المالكي في فصله والطبري في تفسيره والواحدي في اسباب النزول والزمخشري في كشافه والفخر الرازي في تفسيره وغيرهم ممن ذكرنا في مطاوي هذه الفصول التي مرت عليك وغيره ممن لم نذكر وبعبارة اوضح قيام الاجماع من المسلمين كافة على ان النبي (ص) لم يدع للمباهلة غيرهم.