عليها من اصداء واخذت اليوم تتجلى وتتضح ، ومع العلم ايضا بان مبضع التشريح اصبح حادا يستطيع ان يضع كل شخص وكل حقيقة تاريخية على المنضدة.
وفي الازمنة الغابرة كان الناس يميلون الى هذه النوازع ويصدقونها من غير بحث عن حقيقتها بيد ان ههذا الزمن اصبح ينكر كل هذه الظواهر المنبعثة عن النوازع النفسية أو تقليد اولئك العصبيين ، فلا الحقائق الدينية ولا الحقائق العلمية هي حقائق ما لم تعرض على الميزان وتوضع على المنضدة.
والعجيب كيف فقد هؤلاء المقاييس المنطقية والتوازن العقلي فضلوا الصواب حينما نسبوا الجهل الى كبار علمائهم ومفسريهم وكبار محدثيهم ومؤرخيهم واين القواعد والشروط التي تأسست لحفظ الحديث وتدوينه وتصحيحه؟! واين موازين الجرح والتعديل التي كانت تزن الرجال فتخرج من تخرج وتعدل من تعدل؟! وكأنها بنظر هؤلاء كلها جفاء لا ترتكز على شئ واعجب من ذلك تضليل كبار محدثيهم وكبار علمائهم وطعنهم بالضعف العلمي الذي يرميهم به وينسبه إليهم ذلك المفسر ـ أو ذلك الصحفي بعبارة اصح ـ الى حد تمكن الشيعة بصحة ما يصح عندهم ، كانه لا يعلم بانه في كل ذلك يعترف والى الاعتراف وتفسخ ميزان الجرح والعديل عندهم ولربما كان هذا فرضا صادقا أو راجحا أو على الاقل مما يوجب الشك في تصحيح ماصح عندهم من الاخبار.
غريب جدا ان تمر آية المباهلة على اجيال من الناس وعلى طبقات من المؤرخين والمحدثين والمفسرين ثم تمر على موازين الجرح والتعديل