وانما تستفى من مصدر شيعي وان هذه الروايات الكثيرة المتفق عليها مصدرها شيعي ايضا! وان مقصد الشيعة منها معروف! وقد اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا ، وقد نجحوا في ذلك الى حد بعيد! فانهم استطاعوا ان يؤثروا على كثير من اهل السنة. وعلل ذلك بان كلمة «نساءنا» لا يقولها العربي ويريد بها بنته لاسيما إذا كان له ازواج وابعد من ذلك ان يراد من كلمة «انفسنا» علي فقط.
ولعلك ترى معنا ان مصدر هذا القول فكرة واحدة متأصلة في النفوس ، تلك هي الكراهية لعلي عليه السلام ، لا لجرم له الا انه علي بن أبي طالب زوج الزهراء البتول. والا فقد فسر رسول الله لفظ «الانفس» بعلي ولفظ «النساء» بفاطمة وإذا كان هذا لا يصح فعمن نأخذ التفسير والى من ترجع في تصحيح الاستعمال يا مسلمون؟؟!
وبعد ـ فليست هذه النوازع بالشئ الجديد في تاريخ امير المؤمنين عليه السلام وانما الجديد فيها ان تقع في العصر الحاضر الذي تفتحت فيه جوانب النفوس وان يتخذ الباحثون اليوم من تلك النوازع شيئا وهو اقرب الى الثورة العصبية التي كانت تسيطر على عقول رجال الدين ، وعلى الاقلام في الازمنة الغابرة.
ومن الغريب جدا ان الزمن لم يغير من نفوس هؤلاء شيئا والعلم لم يخفف من هذه الفكرة المغلوطة مع العلم بان النفوس اليوم السبت لفهم الحقائق أكثر من قبل وبدأت العيون تنفتح على الحقائق التي غابت عنها طويلا وان