ثم يعود محمود بن الحسن الحمصي فيقول : ان المسلمين والنخبة الممتازة من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اجمعوا قبل ان يخلق الله هذا الانسان ـ اعني الفخر الرازي ـ ومن على رأية. على ان عليا افضل من خلق الله باستثناء محمد رسول الله. ويبدوا لنا ان هذا صحيح من وجهة الامر الواقع وان هذا الاجماع هو الاجماع الصحيح المعتبر الذي يصح ان يحتج به المسلمون إذا رجعنا الى شروط حجية الاجماع وامكان تحققه ووقوعه.
لقد رأينا من قبل ان الروايات متفقة على ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختار معه للمباهلة عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام واجمع اهل القبلة كافة على انه صلى الله عليه وآله خرج بهؤلاء ولم يخرج معه غيرهم ، وواضح من هذا الاجماع ومن الروايات ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع مجالا لاي احتمال ، فقد فسر لفظة الانفس والنساء.
وايضا لم يترك مجالا للشك أو التشكيك في صحة استعمال اللفظ أو صحة اطلاقه ، فقد خرج واخرجهم معه على ان الحسنين مصداق الابناء وفاطمة مصداق النساء ، وعلي مصداق الانفس ، وحيث يفسر النبي العربي فلا متسع للقول ، ويكفي ان يكون ذلك برهانا على صحة الاستعمال.
ولكن بعض الصحفيين نسب الى بعض المفسرين ان حمل كلمة «نساءنا» على فاطمة فقط وكلمة «انفسنا» على علي فقط لا تتصل باللغة