المحبوبيّة والمبغوضيّة أعني المقتضي للإلزام حال الجهل وإن كان الجهل مانعا عن تأثره ولا تقول المصوبة بذلك ولم يلزم اجتماع المتناقضين لأنّ المحبوبيّة والمبغوضيّة لا تنافي الإباحة لعذر فافهم وتأمل
أصل اختلفوا في أن الوجود مأخوذ في مداليل الألفاظ أو لا على أقوال
الأول أنها موضوعة للأمور الخارجيّة والثّاني أنها موضوعة للأمور الذّهنيّة والثّالث أنها موضوعة للمعنى لا بشرط أحد الوجودين والرّابع أن الأمور الّتي لها مصداق موضوعة للأمور الخارجيّة وما لا مصداق له كالمعدوم واللاشيء ونحوهما للأمور الذّهنيّة والخامس أنها موضوعة للماهيّة والسّادس أن الكليات موضوعة للماهيّة والجزئيات الخارجيّة للموجودات الخارجيّة والذّهنيّة للذهنيّة وتحقيق المطلب يستدعي بيان أمور الأوّل في بيان الألفاظ الّتي يذكر في طي المسألة فتقول إن منها الوجود الخارجي والذّهني الوجود على أقسام خارجي وذهني ونفس الأمري وعرّف الوجود الخارجي بأنه الوجود الّذي يترتب عليه الآثار المقصودة كوجود النّار حيث يترتب عليه الإحراق وعرف الوجود الذّهني بأنه حصول صورة الشّيء في الذّهن مجردة عن آثاره المقصودة كصورة النّار حيث لا يترتب عليها الإحراق وعرف الوجود النّفس الأمري بأنه وجود الشّيء في نفسه فأمّا الأمر بمعنى الشّيء والمراد أن يكون للشيء مع قطع النّظر عن فرض الفارض واعتبار المعتبر وجود وتحقق والنّسبة بين الوجود النّفس الأمري والخارجي عموم مطلق لأنّ كل وجود خارجي فهو نفس الأمري ولا عكس لتحقق النّفس الأمري في الوجود الذّهني بدون الوجود الخارجي وبين الوجود النّفس الأمري والذّهني عموم من وجه لتصادقهما في مثل زوجيّة الأربعة فإنّ وجودها ذهني ونفس الأمري وصدق الذّهني بدون نفس الأمري في مثل زوجيّة الخمسة وبالعكس في الوجودات الخارجيّة وبين الخارجي والذّهني تباين مصداقا وعموم من وجه موردا فإنّهما لا يصدقان على وجود واحد ولكن يجتمعان في مورد كالماهيّة فإنّها موجودة ذهنا وخارجا لا يقال إنّ العلم بالنّار مثلا وجود ذهني لأنه صورة للنار ولكنه أيضا وجود خارجي لما يترتب عليه الآثار كالخوف ونحوه وأيضا فإنّه عرض قائم بالنّفس والنّفس موجود خارجي والقائم بالموجود الخارجي موجود خارجي فاجتمعا في العلم فيكون بينهما العموم من وجه مصداقا لأنّا نقول ما هو وجود ذهني هو حصول صورة المعلوم فإنّه وجود ذهني للمعلوم وما هو وجود خارجي هو الوجود للصورة فالموجود بالوجود الذّهني هو المعلوم ووجوده الذّهني عبارة عن حصول صورته