وورد في ذي الوجهين واللسانين ما ورد (١) ، وكذا في سوء الظنّ ، وكذا في التهمة (٢) ، وكذا في الغيبة (٣) ، وكذا في ترك المناصحة (٤) ، وكذا في الحسد (٥) ، إلى غير ذلك ممّا لا يكاد يسلم عنه ، ولو لم يبتل بالجميع ، فلا يكاد يسلم عن الأكثر.
ولو سلم منه فلا يكاد يسلم من الكثير ، ولو سلم منه فلا يكاد يسلم من البعض ، ولو كان واحدا منها ، ومعه كيف ينال منصب النيابة العظيمة التي هي منصب أنبياء بني إسرائيل ، ولذا ترى أنّ الذين يشرعون في الطلب ربّما يزيدون عن الألف ، ومع ذلك ؛ ربّما لا ترى اثنين منهم وصل الرتبة السنيّة ، ومنهم من لا يتعدّى عن النحو والصرف ، ومنهم من لا يتعدّى عن المعاني والبيان ، ومنهم من لا يتعدّى عن المنطق أو الهيئة ، ومنهم من لا يتعدّى عن الكلام والحكمة.
بل ربّما يخيّل إليهم الشيطان أنّ المهمّ والعمدة هو هذا العلم لا الفقه ، فإنّه منصب القاصرين عن الفهم ، ولذا ربّما يقولون : الحقّ مع الأخباريين.
ومع ذلك ليس شغلهم إلّا تقليد الفقهاء ، مثل تقليد «شرح اللمعة» ، ومثله لا يفتون إلّا بما فهموا منه ، وإن كان فهمهم ربّما كان سقيما.
ولذا ترى الفقهاء لا يرضون بعمل هؤلاء وفهمهم وبنائهم ، ويقولون : العامي أولى منهم ، ثمّ أولى بمراتب شتّى ، لأنّه يمشي على الطريقة المطلوبة منه ، بخلاف هؤلاء فإنّهم لا يقلّدون ولا يجتهدون.
ومع هذا ؛ كثيرا ما يخربون ، ومع ذلك يرونهم أنّهم لا يجوّزون تقليد الميّت ،
__________________
(١) وسائل الشيعة : ١٢ / ٢٥٦ الباب ١٤٣ من أبواب أحكام العشرة.
(٢) وسائل الشيعة : ١٢ / ٣٠٢ الباب ١٦١ من أبواب أحكام العشرة.
(٣) وسائل الشيعة : ١٢ / ٢٧٨ الباب ١٥٢ من أبواب أحكام العشرة.
(٤) وسائل الشيعة : ١٢ / ٤٣ الباب ٢٣ من أبواب أحكام العشرة.
(٥) وسائل الشيعة : ١٥ / ٣٦٥ الباب ٥٥ من أبواب جهاد النفس.