وأجابه عن سؤاله.
ويحكى ان محمدا المهدي دخل بعض المواضع بحلوان فوجد مكتوبا على الحائط :
منخرق الخفين يشكو الوجى |
|
تبكيه أطراف القنا والحداد |
شرده الخوف فأزرى به |
|
كذاك من يكره حر الجلاد |
قد كان في الموت له راحة |
|
والموت حتم في رقاب العباد (١) |
فبكى بكاء شديدا ووقع تحت كلّ بيت : أنت آمن. فقيل له : أتعرف من كتب هذه الأبيات يا أمير المؤمنين؟ قال : نعم ، ومن يكتبها غير عيسى بن زيد ووددت انّه ظهر إلي فأعطيه جميع ما يروم. وكان حاضر وزير عيسى بن زيد والمطلوب به وأعظم أصحابه فلما توفي عيسى بن زيد أوصى إليه بابنيه أحمد وزيد وهما طفلان فأخبرهما حاضر وجاء بهما الى باب الهادي موسى بن محمد بن المنصور فقال للحاجب : استأذن لي على أمير المؤمنين. قال : ومن أنت؟ قال : حاضر صاحب عيسى بن زيد. فتعجب الحاجب من ذلك وظن أنّه يكذب ، فقال له : ويحك قد والله عرضت نفسك للهلاك وإن لم تكن حاضرا ، إن كنت صاحب حاجة تريد قضاءها بالدخول الى أمير المؤمنين فبئست الوسيلة أن تدّعي أنّك حاضر صاحب عيسى بن زيد فانه والله يقتلك. فقال له حاضر : دع فاني والله حاضر صاحب عيسى بن زيد. فقال الحاجب : هذا والله العجب يجيىء حاضر الى باب الهادي برجليه ويستأذن عليه. فلما رأى إصراره أمر بمحافظته لئلا يهرب ودخل الى الهادي متعجبا فقال له الهادي : ما وراك؟ قال : إن بالباب رجلا يزعم أنّه
__________________
(١) هي من أبيات سبعة ذكرها أبو الفرج في (المقاتل) وروى الشطر الثاني من البيت الأول (تنكبه أطراف مرو حداد) وهو الأصح مثله رواها اليعقوبي في تاريخه إلاّ انّه قال : تمثّل بها زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليهالسلام لما أخرجه يوسف بن عمر الثقفي من الكوفة بأمر هشام بن عبد الملك. م ص