الشريف الغروي كثّرهم الله تعالى.
واما أبو الحسن محمد الشريف الجليل بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة ، وهو الشريف الجليل ؛ وربما قيل لأبيه عمر بن يحيى ، وكان وجيها متموّلا لم يملك أحد من العلويين ما ملك من الأملاك والأموال والتنايا ؛ قيل إنّه زرع في سنة واحدة ثمانية وسبعين ألف جريبا وصارده بهاء الدولة بن بويه على ألف ألف دينار عينا واعتقله سنتين وعشرة أشهر وألزمه يوم إطلاقه تسعين ألف دينار.
ومن أغرب حكاياته انّه كان جالسا في الديوان والمطهر بن عبد الله وزير عضد الدولة بن بويه في الديوان ، فورد عليه توقيع فيه : ان رسول القرامطة يصل الى الكوفة فينبغي أن تكتب الى الكوفة في تهيئة أسبابه. فأرى الوزير الشريف ذلك التوقيع وأشار اليه بأن يرسل الى الكوفة من يقيم برسم الخدمة مع ذلك الرسول ويهيىء له منزلا ينزله وما يحتاج إليه ، ثم اشتغل الوزير ببعض مهمات الديوان ساعة والتفت فرأى الشريف جالسا فقال : أيها الشريف إن هذا الأمر ليس مما يتهاون به ولا يتكاسل فيه ، فقال الشريف : قد أرسلت الى الكوفة بالخبر وأتى الجواب بتهيئة الأسباب. فتعجب الوزير من ذلك وسأله فأخبره ان عنده ببغداد طيورا كوفية وبالكوفة طيورا بغدادية فلما أمر الوزير بما أمر به أشرت بأن يكتب الى الكوفة على الطير بذلك وجاء الخبر بوصول الكتاب وامتثال الاشارة.
وقال ابن الصابي : وكانت أملاكه لا تسقى من الفرات ولما أرسل عضد الدولة وزيره (١) المطهر بن علي (٢) لمحاربة عمران بن شاهين (٣) بالبطيحة
__________________
(١) كان إرسال وزيره لمحاربة الحسن بن عمران بن شاهين سنة ٣٦٩ ولما فشل الوزير في عمله صالح الحسن بن عمران عضد الدولة على مال يؤديه اليه وفي تلك السنة عمّر عضد الدولة بغداد ومشهد الامام أمير المؤمنين عليهالسلام ومشهد