واعلم! أنّ الدخول في سورة يتحقّق بالدخول في البسملة التي قرئت بقصد تلك السورة ، وبقصد كونها جزءها ، وإن لم يدخل بعد فيما يختصّ بتلك السورة ، مثلا شرع في البسملة بقصد الإخلاص وكونها جزءها ، فإنّه يصدق عرفا أنّه دخل في سورة الإخلاص.
فلو اتّفق أنّه بعد قراءة هذه البسملة شرع في قراءة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) من دون بسملة لم يضرّ ، ولم يعدل إلى «الجحد» ، لأنّه لا يجوز الرجوع عن الإخلاص أصلا ، لا إلى الجحد ولا إلى غيرها.
وكذا الحال لو قرأ البسملة بقصد الجحد فشرع في (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).
وعلى ما اختاره في «الذخيرة» من كون جزئيّة البسملة بضمّ بقيّة أجزاء السورة لا بمجرّد قصد التعيين (١) يشكل الأمر فيما ذكر ، لأنّه قرأ البسملة بقصد غير بقيّة الأجزاء ، وضمّ البقيّة إنّما هو غفلة عمّا قصد أوّلا.
فإن كان ضمّ البقيّة مجرّد الغفلة ، أي من غير شعور ولا إرادة أصلا ، يصير الضمّ مع البقيّة من جملة الأفعال الغير الاختياريّة ، فلا يكون معتبرا (٢) قطعا ووفاقا.
ويلزمه أنّه لو قرأ البسملة بقصد الإخلاص ، وقرأ أيضا «قل هو» ، بقصد أن يكون له الرجوع إلى غيرها من السور ، أيّ سورة شاء ، لأنّ عبارة «قل هو» أيضا من العبارات المشتركة بين التوحيد وغيرها من السور.
وكذلك الحال لو قرأ البسملة بقصد الجحد ، وقرأ بعدها «قل يا أيّها» بقصد «الجحد» أن يكون له الرجوع كذلك.
__________________
(١) ذخيرة المعاد : ٢٨١.
(٢) في (د ١) و (ك) : معتبرة.