وهي رواية محمّد بن عمران ، عن الصادق عليهالسلام قال : «وصار التسبيح أفضل من القراءة في الأخيرتين ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا كان في الأخيرتين ذكر ما رأى من عظمة الله ـ عزوجل ـ فدهش فقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله [والله أكبر] ، ولذلك صار التسبيح أفضل من القراءة» (١).
هذا تمام ما استدلّ به ، وغير خفيّ أنّ الطفل الجاهل لا يستدلّ هكذا على مطلبه فكيف مثل هذا الفقيه الجليل ، المحدّث النبيل ، المعاصر للمعصوم عليهالسلام ، بل السفير له يستدلّ هكذا؟ وهو كون التسبيح تسعا ، بسقوط «الله أكبر» من التسبيحات الأربع المعروفة ، وكونها ثلاث مرّات.
وليس هذا الاستدلال منه إلّا لما ذكرنا من ظهور قاعدة البدليّة عندهم على حسب ما عرفت ، وكون التسبيح بدلا عن الحمد أو العكس على ما عرفت ، وورود التخيير بينه وبين الحمد في غير واحد من الأخبار المفتى بها عند جميع الشيعة ، إلى غير ذلك ممّا ذكرنا في كون التسبيح لا بدّ أن يكون مقدارا يقارب الحمد (٢).
بل يظهر من استدلاله أنّ المقاربة للحمد ، بل كون التسبيحات بأجمعها ثلاث مرّات ، على ما نصّ عليه ابن أبي عقيل ، وغيره ممّن عرفت بعضهم (٣) ، كان مسلّما في ذلك الزمان بينهم ، مفروغا عنه عندهم ، بحيث لم يكونوا يتأمّلون فيه ، ولا يستشكل فيه أحد منهم.
وإنّما الإشكال عندهم في لزوم الاثنتي عشر ، أو كفاية العشرة ، أو كفاية
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٢ الحديث ٩٢٥ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٢٣ الحديث ٧٥١١.
(٢) راجع! الصفحة : ٢٥٦ من هذا الكتاب.
(٣) نقل عنه في مختلف الشيعة : ٢ / ١٤٥ و١٤٦ ، النهاية للشيخ الطوسي : ٧٦.